حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال في قطاع غزة، مشيرة إلى أن معدلات الإصابة بلغت مستويات غير مسبوقة خلال شهر غشت، في ظل استمرار الحصار والتصعيد العسكري الإسرائيلي.
وقالت المنظمة، في بيان صحفي، إن نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في مختلف مناطق القطاع ارتفعت إلى 13.5 في المائة الشهر الماضي، مقارنة بـ 8.3 في المائة في يونيو. وفي مدينة غزة – التي أكدت تقارير أممية دخولها مرحلة المجاعة – وصلت النسبة إلى 19 في المائة، مقابل 16 في المائة قبل شهرين فقط.
وأكدت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، أن “واحدا من بين كل خمسة أطفال في مدينة غزة تم تشخيصه بسوء التغذية الحاد خلال غشت، وهو بحاجة إلى تدخل تغذوي عاجل لإنقاذ حياته”، مشيرة إلى أن استمرار القيود على إدخال المساعدات يفاقم من خطورة الوضع الإنساني.
وأضافت راسل أن المنظمة تمكنت من إيصال بعض الإمدادات إلى القطاع، لكنها نبهت إلى أن التصعيد العسكري أجبر نحو 10 مراكز تغذية على الإغلاق، ما زاد من تعرض الأطفال للخطر. ودعت إلى حماية هذه الخدمات الحيوية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم، مؤكدة أن “سوء التغذية يمكن الوقاية منه ومعالجته إذا تم السماح بوصول فرق الإغاثة”.
ويشهد قطاع غزة حصارا مشددا منذ مارس الماضي مع إغلاق كامل للمعابر، ما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من دخول القطاع في مرحلة مجاعة خانقة، رغم تكدس شاحنات المساعدات على الحدود. وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها منذ 7 أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 228 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف، فيما أودت المجاعة بحياة 411 شخصا، بينهم 141 طفلا، وفق تقارير حديثة.

