أصدرت المحكمة الابتدائية بابن سليمان حكما يقضي بإدانة المسماة سهام بسنتين ونصف حبسا نافذا، ووالدتها امباركة بستة أشهر حبسا نافذا، بعد متابعتهما في قضية نصب واحتيال استهدفت مستخدمة في مؤسسة للتعليم الخاص، حيث بلغت المبالغ المالية المستخلصة من الضحية أكثر من تسعة ملايين سنتيم.
وتعود تفاصيل الملف إلى قيام المتهمة ووالدتها بإيهام الضحية المريضة بأنها تعاني من “مس” وأن لديهما القدرة على معالجتها بالطرق الروحانية، مدعيتين أن الأم “شوافة” ومعالجة روحانية. ولإحكام مخططهما، لجأتا إلى استعمال أسماء مستعارة وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها صفحة تحمل اسم “سارة”، لتضليل الضحية ودفعها إلى تسليم مبالغ مالية متكررة تحت ذريعة العلاج.
التحقيقات كشفت أن المتهمتين ليستا جديدتين على مثل هذه الأفعال، إذ سبق تورطهما في قضايا تتعلق بالتشهير والابتزاز والنصب لا تزال معروضة أمام القضاء. كما أن المتهمة الرئيسية سهام سبق أن ظهرت في أشرطة مصورة تزعم تعرضها للاستغلال الجنسي والحمل من طرف أحد الأشخاص يقطن في نفس الحي بمنطقة اهل الغلام تيط مليل، قبل أن تعود لاحقا لتدعي أنها ما تزال عذراء وتتهم مدير جريدة معروفة وبعض القضاة، في محاولة لابتزازهم رفقة شخص آخر يقضي حاليا عقوبة حبسية مدتها سنتان.
غير أن التحريات الدقيقة والأبحاث الميدانية التي باشرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أثبتت زيف تلك الادعاءات، حيث أكدت تموقعات الهواتف عدم وجود أي اتصال أو لقاء بين المشتكى بهم والمتهمة، ليتضح أن الأمر مجرد افتراءات وادعاءات كاذبة هدفها الحصول على تعويضات مالية كبيرة قدّرت بأكثر من مائة مليون سنتيم.
القضية تسلط الضوء من جديد على خطورة استغلال الابتزاز الرقمي والادعاءات الكاذبة كسلاح للإيقاع بالضحايا، في وقت يشدد فيه القضاء المغربي أحكامه لردع مثل هذه الممارسات وحماية المجتمع من شبكات النصب والاحتيال.
