الرئيسية وكالات كييف تحت ألسنة اللهب: أخطر هجوم روسي يعصف بالمقر الحكومي ويهز أوكرانيا

كييف تحت ألسنة اللهب: أخطر هجوم روسي يعصف بالمقر الحكومي ويهز أوكرانيا

reuters 68bd1246 1757221446 19de4c91
كتبه كتب في 7 سبتمبر، 2025 - 11:28 صباحًا


في ليلة هي الأشد منذ اندلاع الحرب، وجدت أوكرانيا نفسها على وقع أعنف هجوم جوي روسي، استهدف قلب العاصمة كييف وعدداً من المدن الكبرى، ليحوّل فجر الأحد إلى لحظة فارقة في مسار الصراع المستمر منذ أكثر من عامين ونصف.
الضربة التي طالت المقر الرئيسي للحكومة الأوكرانية، للمرة الأولى منذ بداية الحرب، حملت رمزية خطيرة. فالمبنى التاريخي في حي بيتشيرسكي، أحد أبرز معالم السلطة، احترق سقفه وانهارت طوابقه العليا تحت وابل الصواريخ والمسيّرات. رئيسة الوزراء يوليا سفيريدينكو وصفت الموقف بـ”غير المسبوق”، مؤكدة أن الأضرار تعكس حجم التصعيد الروسي وإصراره على ضرب العمق السياسي لكييف.
الهجوم لم يكن عادياً بالأرقام أيضاً: 805 طائرات مسيّرة و13 صاروخاً، وفق بيانات القوات الجوية الأوكرانية. ورغم نجاح الدفاعات في إسقاط المئات منها، فإن النتيجة كانت مأساوية: رضيع انتُشل جثمانه من تحت الأنقاض، شابة قضت بانهيار مبنى، مسنّة توفيت في ملجأ، وقرابة عشرين جريحاً بينهم امرأة حامل.
مشاهد الحرائق في مبانٍ سكنية من 9 و16 طابقاً، وانقطاع الكهرباء في كريمنتشوك بعد عشرات الانفجارات، وتضرر جسر استراتيجي فوق نهر دنيبرو، كلّها كشفت عن اتساع رقعة الأضرار التي لم تقتصر على العاصمة، بل شملت كريفي ريه وأوديسا، حيث اشتعلت النيران في مجمعات سكنية وبُنى تحتية حيوية.
ردود الفعل لم تقتصر على الداخل الأوكراني، إذ أعلنت بولندا أن مقاتلاتها ومقاتلات حلف الناتو حلّقت لتأمين الأجواء الغربية، في رسالة واضحة بأن تداعيات القصف تتجاوز حدود أوكرانيا لتلامس أمن أوروبا برمّتها.
بهذا الهجوم، تكون موسكو قد بعثت رسالة مزدوجة: الأولى عسكرية تؤكد قدرتها على إغراق كييف بموجات كثيفة من المسيّرات، والثانية سياسية تستهدف رموز الدولة ومؤسساتها السيادية. وبينما تواصل فرق الإنقاذ إزالة الركام وإطفاء الحرائق، يبقى السؤال معلقاً: هل تدخل الحرب مرحلة أكثر خطورة بعد استهداف المقر الحكومي لأول مرة؟

مشاركة