صوت العدالة : محمد زريوح
الناظور اليوم ليست كما عرفناها، بل صارت فضاء مفتوحا للفوضى الرقمية. كل شارع، كل سوق، كل مناسبة، أصبحت مادة إعلامية مفتوحة لكل من يحمل كاميرا أو هاتفا ذكيا. الكل يصور، الكل يعلق، الكل يظن نفسه صحفيا أو مؤثرا، بلا أي احترام للخصوصية أو النظام.
المؤثرون والمتطفلون لا يترددون في اقتحام المناسبات الاجتماعية والسياسية ووو..، الأسواق، وحتى الحوادث، متجاهلين قوانين الاحترام وحقوق الآخرين. المواطن العادي لم يعد يشعر بالأمان في مدينته، فحياته اليومية تُعرض على منصات التواصل بلا إذن، وكأن كاميراتهم أصبحت جزءا من الواقع.
هذا الانفلات لم يعد مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبح أسلوب حياة لبعض الفئات، حيث تُقاس الشهرة بعدد اللايكات والمشاهدات، على حساب الخصوصية والنظام العام. الناظور لم تعد مدينة، بل صارت موقع تصوير مفتوح للجميع، بلا ضوابط أو رادع.
المواطنون يعانون بصمت، بينما بعض المسؤولين يغضون الطرف. أما النتيجة فهي فوضى يومية، تزعزع الأمن النفسي والاجتماعي، وتحول المناسبات الثقافية والاجتماعية إلى مادة دسمة لمن يسعى للشهرة على حساب سمعة المدينة وكرامة أهلها.
الوضع يحتاج إلى تدخل عاجل وحاسم. النيابة العامة وكل المسؤولين مطالبون بوضع ضوابط صارمة على تصوير الأحداث والمناسبات، وتنظيم استخدام وسائل الإعلام الرقمية، قبل أن تصبح المدينة بالكامل تحت سيطرة الكاميرات والمتطفلين.
حتى ذلك الحين، سيظل المواطن في الناظور رهينة للفوضى الرقمية، يعيش في عالم افتراضي غريب، حيث الكل صحفي، والكل متطفل، والكل ينسى أن للمدينة حقوقاً وكرامة تستحق الحماية.
الناظور بحاجة الآن إلى وعي جماعي، وقوانين واضحة، وإرادة حقيقية لوضع حد لهذا الانفلات، قبل أن تتحول الحياة اليومية إلى عرض مفتوح للكاميرات، بلا احترام للقانون أو للإنسان.

