الرئيسية أخبار وطنية طلبة الدكتوراه بجامعة ابن طفيل يخلدون عيد العرش بندوة حول الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي

طلبة الدكتوراه بجامعة ابن طفيل يخلدون عيد العرش بندوة حول الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي

20e3a5ef ba93 4f9c b458 1b11aace4cfd 2
كتبه كتب في 30 يوليو، 2025 - 10:27 صباحًا

صوت العدالة : سفيان س

شهدت قاعة الندوات بفندق urban بالقنيطرة تنظيم الندوة الوطنية الثالثة للطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه في تخصص “الصحافة والإعلام الحديث”، التي حملت عنوان “الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي في المغرب: تحديات التحول، صناعة الخطاب، وبناء الوعي النقدي”. وتعتبر هذه الندوة محطة هامة لتسليط الضوء على التحديات والتحولات التي يشهدها الإعلام في العصر الرقمي، وما يترتب عليها من تأثيرات عميقة على صناعة الخطاب الإعلامي في المغرب.

وتأتي هذه الندوة في سياق التطورات المتسارعة التي أحدثتها تقنيات الذكاء الاصطناعي والرقمنة في جميع المجالات، وخاصة الإعلام. فالعلاقة بين الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي لم تعد تقتصر على الجانب التقني فقط، بل امتدت لتؤثر بشكل كبير على الممارسة الإعلامية، من حيث كيفية إنتاج الخطاب الإعلامي، وكيفية تلقيه وتأويله من قبل الجمهور. كما أثارت هذه التحولات العديد من التساؤلات حول مسؤولية المؤسسات الإعلامية وضرورة تطوير قوانين وتشريعات مواكبة لهذه التطورات.

ركزت الندوة على تحليل آثار الذكاء الاصطناعي في الإعلام الرقمي في المغرب، حيث تناولت التحديات التي تواجه الصحافة المغربية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، خصوصًا في ما يتعلق بتوظيف التقنيات الحديثة في إنتاج المحتوى الإعلامي. كما تم التطرق إلى ضرورة بناء وعي نقدي لدى الجمهور والمجتمع تجاه هذه التطورات التكنولوجية التي قد تؤثر في شكل الخطاب الإعلامي وتوجهاته.

وفي هذا السياق، ناقش المشاركون في الندوة أهمية تطوير مقاربات تربوية وإعلامية تعزز التفكير النقدي والوعي الرقمي لدى الأفراد. إذ إن الاستخدام المفرط للتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تشكيل صورة مشوهة للواقع الإعلامي، مما يتطلب من الصحفيين والإعلاميين أن يكونوا أكثر وعيًا بمخاطر هذه التقنية. وبالتالي، لابد من نشر الوعي حول كيفية التعامل مع المحتوى الرقمي المصنوع بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتوجيهه بما يخدم مصلحة المجتمع.

من بين الأهداف الأساسية للندوة كان تحديد طبيعة التحولات التي فرضتها تقنيات الذكاء الاصطناعي على الإعلام الرقمي في المغرب، وكيفية التعامل معها من قبل المؤسسات الإعلامية والصحفيين. كما تناولت الندوة سبل تعزيز الوعي النقدي لدى الجمهور، الذي أصبح بحاجة ماسة إلى أدوات تمكنه من فرز الأخبار والتقارير التي يتم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي، التي قد تكون مضللة في بعض الأحيان.

كما كانت الندوة فرصة لمناقشة التحديات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تطرحها هذه التحولات في الإعلام الرقمي. ففي الوقت الذي تشهد فيه وسائل الإعلام التقليدية تناقصًا في التأثير، يظهر الإعلام الرقمي كأداة قوية تتطلب من المؤسسات الإعلامية في المغرب أن تتكيف مع الواقع الجديد. وقد تم التطرق إلى ضرورة وضع استراتيجيات لتفادي المخاطر المرتبطة بالمحتوى الرقمي المصنوع عبر الذكاء الاصطناعي.

في الختام، اختتمت الندوة بتوصيات عدة، أبرزها أهمية تطوير تشريعات إعلامية تتماشى مع الواقع الرقمي، وتعزيز التكوين والتدريب للصحفيين في مجالات الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي. كما تم التأكيد على ضرورة تحفيز المؤسسات الأكاديمية على إجراء مزيد من الدراسات والأبحاث حول هذه التحولات المستمرة في صناعة الإعلام، بما يضمن تحسين جودة الإعلام الرقمي في المغرب.

مشاركة