في إطار أشغال الدورة الثانية للجامعة الصيفية لحزب الأصالة والمعاصرة، المنعقدة يوم الأحد، عقدت جلسة عمل خاصة سلط فيها رؤساء جهات الحزب الضوء على واقع وآفاق الجهوية المتقدمة بالمغرب، مؤكدين على أهمية تفعيلها كخيار استراتيجي لتحقيق التنمية المجالية وتقليص الفوارق بين الجهات.
الجلسة التي أدارها الدكتور أحمد اخشيشن، رئيس أكاديمية البام، شكلت منصة للنقاش التفاعلي بين قيادات الحزب والشباب، وركزت على الاستماع لأصوات لديها تجربة ميدانية في تدبير الشأن الجهوي، انطلاقاً من خصوصيات كل جهة والإكراهات التي تواجهها.
وفي هذا السياق، قال رشيد العبدي، رئيس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، إن الجهوية بالمغرب “ليست خياراً ظرفياً، بل أصبحت مكوناً أساسياً في المنظومة المؤسساتية لا تراجع عنه”، مشدداً على أن التحدي الحقيقي يكمن في تنزيل وتفعيل الاختصاصات، داعياً إلى تكوين المنتخبين الجهويين وتأهيلهم لفهم النصوص القانونية والتموقع داخل هذا المشروع الوطني.
أما عادل بركات، رئيس جهة بني ملال-خنيفرة، فقد اعتبر أن نجاح الجهوية رهن بإرادة جماعية من كل مكونات الأغلبية الحكومية، لا سيما وأن كل حزب يسير حالياً أربع جهات. وأشاد بما تحقق في جهة بني ملال رغم محدودية الميزانية، مبرزاً أن الجهة استطاعت خلق دينامية استثمارية فاعلة، داعياً إلى إطلاق برنامج وطني لتقليص الفوارق المجالية.
من جانبه، قال محمد بوعرورو، رئيس جهة الشرق، إن الجهوية المتقدمة “تعكس إرادة سياسية واضحة لتوجيه السياسات العمومية نحو الابتكار”، إلا أن الطريق ما زال طويلاً ويستوجب تضافر الجهود. واستعرض واقع الجهة التي تضم ثمانية أقاليم، خمسة منها تُعدّ من بين الأكثر فقراً على الصعيد الوطني، مشيراً إلى المجهودات المبذولة لدعم الاستثمار ومحاربة البطالة، خاصة عبر تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
الجلسة اختتمت بدعوات لتطوير آليات الحكامة الجهوية، وتحقيق التنسيق الفعّال بين الدولة والجهات، بما يضمن انتقالاً فعلياً نحو جهوية متقدمة فعالة ومنصفة تخدم تطلعات المواطنين.

