صوت العدالة : محمد زريوح
تواصل الصادرات المغربية من المنتجات الفلاحية تحقيق نجاحات ملحوظة رغم التحديات المناخية الصعبة، مما يعكس قدرة الفلاحين المغاربة على التكيف مع الظروف الاستثنائية. ففي الوقت الذي يعاني فيه المغرب من أزمة الماء وموجات الجفاف المتكررة، تستمر هذه الصادرات في النمو، وهو ما يعتبر دليلاً على فعالية القطاع الفلاحي في مواجهة الأزمات.
من جهة أخرى، أشار العديد من المتتبعين إلى أن هذه الزيادة في التصدير قد تعني أيضاً تصدير الماء، إذ يتم تصدير المياه المخزنة في الفواكه والخضراوات إلى الأسواق الخارجية. هذا التفسير يعكس حجم التحديات التي يواجهها القطاع الفلاحي، حيث تستهلك هذه المنتجات كميات ضخمة من الماء في زراعتها.
فيما يتعلق بالحجم والقيمة، تشير البيانات الأخيرة الصادرة عن موقع هورتو إنفو المتخصص في الشؤون الزراعية إلى أن إسبانيا قد رفعت وارداتها من الخضر والفواكه المغربية بشكل ملحوظ. وقد وصلت نسبة الزيادة إلى 22.45% من حيث الحجم و22.49% من حيث القيمة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقد بلغت قيمة الصادرات الفلاحية المغربية نحو إسبانيا 487.12 مليون يورو، ما يعادل حوالي 5.26 مليار درهم مغربي، وهو رقم يعكس مدى نجاح المنتجات الفلاحية المغربية في الأسواق الخارجية. كما تُظهر هذه الأرقام أن الفواكه والخضراوات المغربية تحظى بقبول واسع في الأسواق الإسبانية.
وعلى صعيد الكميات، أفاد المصدر نفسه أن حجم الواردات الإسبانية من الخضر والفواكه المغربية قد بلغ 191.91 مليون كيلوغرام خلال الفترة الممتدة من 1 يناير إلى 31 مارس من السنة الجارية. ويعتبر هذا الرقم الأعلى في تاريخ الواردات الإسبانية من المنتجات الفلاحية المغربية خلال الفصل الأول من السنة.
ختامًا، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية التوازن بين زيادة الإنتاج والتصدير وحماية الموارد المائية في ظل الظروف المناخية القاسية. ومع ذلك، يبدو أن القطاع الفلاحي في المغرب قد أثبت قوته ومرونته في مواجهة الأزمات الطبيعية، مما يضمن استمرارية نجاحه في الأسواق الدولية.
