تازة : دورة المجلس الإقليمي بجدول أعمال :” أنا الرئيس مول الحكامة الجيدة”

المجلس الإقليمي إدارة منتخبة اسمها ثقيل سياسيا وخفيف الوزن من حيث الفائدة كلما وضعناه تحت مجهر الفحص والتدقيق اللذان لا يقفان منبهرين أمام عبارة : فك العزلة عن العالم القروي على اعتبار أنها وفرت لشركتين ارباحا هائلة قد تفوق ربما تكلفة المسالك المنجزة بانتقائية شديدة الحساسة الحزبية والقبلية وإلا لماذا هددا رئسا جماعتين قرويتن بمغادرة شركة التنمية التي ذاع صيتها وهي في الحقيقة تعرف العديد من المشاكل ومن بينها أن الرئيسين المساهمين في الشركة تضررا من الحكامة الجيدة لهذه الشركة وكانت لهما الشجاعة في التنديد بذلك؟ وجاء تدخل الحاج بوداس بجواب يتضمن اشارة واضحة عندما تساءل عن الاليات التي ظلت بجهة معنية لمدة طويلة وهو ما يعني توظيفها لخدمة سياسية اي انتخابية .
أنا الرئيس عبارة ترددت اكثر من مرة خارج السياق وكأن صاحبها يشك في كونه رئيسا ويحاول التأكد من ذلك في الوقت الذي كان عليه ان يقول أنا خادم الإقليم كما فوضتمو لي ذلك ، لكن الجواب الذي تلقاه من غريمه كان كافيا لما ذكره بأن الرئيس ملزم بتنفيد مقررات المجلس .
صوت عشرة أعضاء على ميزانية المجلس وامتنع الحاج بوداس في حين تغيب عدد مهم من الأعضاء عن الدورة والسؤال هو :
لماذا تغيب هذا العدد من الأعضاء ؟ هل هي الصدفة التي جمعتهم على الغياب أم أنها رسالة للسيد الرئيس مفادها أنهم غير راضين عن التدبير ذي طابع الحكامة الجيدة ؟
الحكامة الجيدة كذلك عبارة رنانة تم ترديدها ومن حق الرئيس أن يصف تدبير المجلس الإقليمي بأوصاف لا حصر لها ، لكن بالنظر إلى محمول الحكامة الجيدة من الإلتزام بتفعيل مواد القوانين والمساطر وتخليق للحياة الإدارية واستثمار للكفاءات ، نجد أن الاستشهاد بها لا يطابق تماما ما هو عليه الواقع الذاتي والمعنوي مما يجعل من استثمار حكامة جيدة استثمارا لتعويم الخطاب السياسي في أبشع مستوياته .
في هذا السياق هناك سؤال آخر جدير بالطرح وهو :
هل أن جل المقاولين الذين راكموا ثروات هائلة في زمن قياسي كانوا يسيرون مقاولاتهم بآلية الحكامة الجيدة ؟
ومعنى ذلك أنهم كانوا يؤدون أجور عمالهم على الوجه الأكمل كما ينص عليه قاون الشغل بما فيه مستحقات الضمان الاجتماعي وغيرها ؟
الجواب ألف لا ولا ، ومن تم يمكن القول أن عبارة الحكامة الجيدة بريئة من كل ادعاء يهدف إلى إفراغها من محتواها الأخلاقي أولا وقبل كل شيء .