الرئيسية رياضة 88 مليار لكرة القدم… وديون تُخنق كرة السلة!

88 مليار لكرة القدم… وديون تُخنق كرة السلة!

IMG 2667
كتبه كتب في 21 أبريل، 2025 - 11:58 مساءً

صوت العدالة: محمد زريوح

في الوقت الذي تعيش فيه كرة القدم المغربية في أوج عطائها من حيث التمويل والدعم، تتخبط باقي الرياضات في مستنقع الإهمال والتهميش. جامعة كرة القدم تستفيد من ميزانية ضخمة تُقدّر بـ 88 مليار سنتيم في الموسم الواحد، رقم يعكس مدى التركيز الكبير على هذه الرياضة دون غيرها، ويطرح علامات استفهام حول العدالة في توزيع الموارد الرياضية.

في الجهة المقابلة، تعاني جامعة كرة السلة من أوضاع مادية مزرية، حيث لم تستطع حتى تسديد فواتير الهاتف والأنترنيت والتأمين الرياضي للاعبين. مشهد يثير الاستغراب والحزن، خاصة عندما نعلم أن هذه الجامعة تضم شبابًا ومواهب يُمكن أن تشرّف الرياضة الوطنية لو توفرت لها أدنى شروط العمل.

المفارقة هنا ليست فقط في الأرقام، بل في الفلسفة العامة لتدبير الشأن الرياضي. فبينما تُضَخّ الملايير في لعبة واحدة، تُترك رياضات أخرى تواجه مصيرها دون دعم حقيقي أو رؤية استراتيجية، وكأن لا قيمة لها في المشهد الرياضي المغربي. هذا التوجه الأحادي يُقصي طيفًا واسعًا من الرياضات التي من شأنها أن تُحقق نتائج مشرفة دوليًا.

هذا الواقع المحزن لا يخص كرة السلة فقط، بل يمتد ليشمل رياضات أخرى تعاني في صمت: ألعاب القوى، الكرة الطائرة، الجمباز، والتايكواندو، وغيرها. كلها تواجه عراقيل مالية ولوجستية تجعل من التطوير حلما مؤجلا، رغم أن المغرب يزخر بطاقات بشرية هائلة في مختلف التخصصات.

ما يجري اليوم لا يعكس حقيقة كوننا بلدًا رياضيًا، بل بلد رياضة واحدة. وهو ما يتعارض مع خطابات التنمية الشاملة، ويضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص داخل المنظومة الرياضية الوطنية. إذ لا يمكن بناء مستقبل رياضي متوازن في ظل هذا التفاوت المهول في الدعم والتقدير.

المطلوب اليوم هو تحرك عاجل من الجهات المسؤولة لإعادة النظر في السياسات الرياضية، وتبني مقاربة عادلة ومنصفة تضمن توزيع الموارد بشكل يراعي حاجيات جميع الجامعات الرياضية، حتى نتمكن فعلا من بناء مغرب رياضي متنوع، شامل، وقادر على تحقيق الإنجازات في مختلف الميادين.

مشاركة