الرماني : متابعة
من المؤسف أن تصل المبادئ والقيم والأهداف النبيلة التي تصنع الأوطان وتخدم مصلحة الشعوب الى ملاحم لتصفية الحسابات السياسية الضيقة ، فهل من المعقول أن نرضى بتسليط السوط على المواطن المغلوب على أمره ونحن نعلم من يقف وراء معاناته؟ وهل إقحام مشكل مطرح النفايات في هذا الوقت بالذات يعتبر أمرا طبيعيا ؟
مطرح النفايات وسط حي آهل بالسكان كان ولا يزال يطرح عدة مشاكل في المنطقة لما يسببه من مشاكل صحية للسكان ، فتعالت الاصوات المنددة بذلك وتم البحث عن حلول، حيث اتخذ المجلس البلدي خطة لتحويل المطرح الى مكان آخر قرب جماعة مرشوش وهذا ما تم الاتفاق عليه، كما تم الاتفاق على طمر الأزبال في حفر في انتظار استكمال خطة تحويله الى مرشوش حيث تقلصت معاناة الساكنة بعض الشيء ، ليتفاجئ الجميع يوم الاحد الماضي بإضرام النار من مجهولين في المطرح و خلق هذا العمل الخبيث أضرارا مباشرة بالسكان عبر الأذخنة الكثيفة المنبعثة ، مما استدعى تدخل السلطة في شخص السيد الباشا والقياد والاعوان بمشاركة رئيس المجلس البلدي الذي سخر كل الآيات والشاحنات لدفن الأزبال المشتعلة بالتربة ورشها بالماء .
من الواضح أن الطريقة التي تم بها إضرام النار تركت عدة تساؤلات خصوصا انها كانت مشتعلة في كل الجوانب لدرجة أن السلطات فتحت تحقيقا لمعرفة من يقف خلفها لينال عقابه.
ما وقع في مطرح النفايات يعتبر فعلا إجراميا مدبرا في حق البيئة وفي حق الساكنة ، فعيب وعار أن تستعمل بعض الأطراف مطرح النفايات في تصفية حسابات سياسية ضيقة وما نتج عنه من عبث لمصالح المواطنين، فعوض الالتفاف حول المصلحة العامة نجد البعض لا يخدم سوى أحقاده وحبه لمصلحته ولو على حساب أرواح وصحة الناس.
