الرئيسية غير مصنف “مول الحانوت ” جندي من جنود الخفاء يحتاج الى الدعم بعد إنقضاء الوباء

“مول الحانوت ” جندي من جنود الخفاء يحتاج الى الدعم بعد إنقضاء الوباء

IMG 20200418 WA0235.jpg
كتبه كتب في 18 أبريل، 2020 - 3:29 مساءً

رشيد أنوار / صوت العدالة
ظهر الوباء ، و عم جل بقاع العالم ، وهرع الناس الى منازلهم مخافة الإصابة ، و برز للعيان أدوار فئات من الناس ، و تضحياتها الجسام التى كانت تحجبها سيرورة الزمان ،و تسارع الأيام ، و ظهرت بصيفة البطل ، منها ما زاد في توهجه تسليط الضوء عليه ، ومنها من مازال يصارع في الخفاء دون أية إلتفاتة أو تنويه .
البقال أو “مول الحانوت ” كما يصطلح عليه بالمغرب ،لعب دورا كبيرا في هاته المحنة التى تمر بها بلادنا ، يصارع على عدة واجهات بدون كلل أو ملل ، يرابط بمتجره طيلة الساعات المرخص له بالعمل فيها ،لتأمين القوت و المواد الضرورية لساكنة الحي ، دون خوف من المخاطر التى تهدد نفسه و عائلته جراء الإحتكاك بالناس على طول اليوم ، ناهيك عن البحث الدائم عن مصادر السلع التى يعرف بعضها نقصا بسبب بعض المضاربين الكبار ،من المزودين و الوسطاء و تجار الجملة .
لم يقتصر عمل البقال على ضمان الأمن الغذائي للمغاربة ، بل تعداه الى عمل إنساني نبيل دأب البقال على ممارسته ، و تضاعف بحلول هاته الجائحة ،و هو ” الطلق ” أو ” الكريدي ” حيث يوفر لعدد كبير من العائلات السلع و المؤونة بدون الحاجة الى الدفع في الحين ، تسهيلا للزبناء الذين يؤدون الثمن حسب جدولة زمنية تتلائم ووضعهم المالي ، هذا إن تم الدفع فعلا .
اليوم و أكثر من أي وقت مضى وجب على الحكومة و الجهات المسؤولة إعادة النظر في تأهيل هاته الفئة ، و فتح نقاش يعيد ” لمول الحانوت ” قيمته الحقيقية التى يجهلها حتى بعض رجال السلطة حيث عاينت بعض الفيديوهات الحاطة من كرامتهم ، وصل بعضها الى تسويقهم للرأي العام كمجرمين بسبب زيادة درهم ….، وحمل بعضها من فضاعته الطرافة ،حيت شاهدت أحد القياد يوبخ رجلا يمتطى دراجة عادية ، أمرا بالقبص عليه لأنه تجاوز السادسة ، و الرجل يلوح بالورقة و يقول أنه صاحب محل للبقالة إنتهى عمله مع السادسة و هو في الطريق الى منزله ، لكن كلماته لم تشفع له .
فرفقا بالبقال ، فإنه جندي من جنود الخفاء .

مشاركة