مصطفى أمجكال/ صوت العدالة
هل يشعر الإنسان المسلم اليوم أن العالم في حاجة إليه ؟؟؟
هل يشعر المسلم اليوم أنه يملك شيئا ثمينا و رائعا العالم كله في حاجة إليه ؟
إن غياب المبدأ السامي الذي جاء به كتاب الله تعالى { ليخرج الناس من الظلمات إلى النور } لم يعد له وجود في الشعور الإنساني عند الإنسان المسلم اليوم إلا من رحم الله . و لنا ان نتساءل جميعا كيف ذلك ؟؟
إن الذي يستشعر أن دينه جاء هداية و نور ، لابد و أنه سوف يعيش بهذا المبدأ السامي و سيناضل من أجل أن تشع هذه الهداية و هذا النور على الوجود الانساني كله ، نعم إنه المبدأ الذي يحرك و يعطي القوة و الثبات و يمنح التوازن في السلوك ، لأن همه السامي هو الهداية ، و الهادية تقتضي الصبر و الرحمة و التعاون و الحرص ، الم يقل النبي صلى الله عليه و سلم ” لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من حمر النعم ” أو ” مما طلعت عليه الشمس ” ؟؟ الذي يحصل هو أن الفاقد لهذا المبدأ يشعر بأن الطريق مستعصية و شاقة و طويلة و أنه لا يستطيع مواكبة ركب المصلحين و يستعجل النتائج فيفقد توازنه النفسي و الروحي ، و يزداد ذلك عندما يغيّب عقله و يسلمه لغيره يوجهه كيف يشاء ، عندها لابد أنه سوف ينتحر اجتماعيا ، و سوف يتخذ لذلك صورا منها :
الإنتحار فعلا ، فقد ينتحر عضويا بأن يقتل نفسه باي وسيلة كان ذلك ، لأنه فقد الاحساس بالوظيفة الاجتماعية ، إنه شعر بالدونية و الوحدة و الاكتئاب فوضع حدا لحياته ، لقد انسحب من المجتمع بقتل نفسه .
الانسحاب إلى الصومعة و الانقطاع عن الناس ، شأنه شأن من لا يبالي بالأمة و آلامها ، فكما قيل : هناك من ينتحر بالسيف و هناك من ينتحر بالسبحة .
الإنسحاب من واقع إلى واقع أحقر و أذل ، ينتقم فيه من نفسه بالمخدرات و الشهوات ، ينتقل من واقع ولد فيه إلى واقع لم يولد له ، لكنه انسحب إليه .
الانسحاب إلى الجنة … هذا شأن كل انتحاري إرهابي ، عندما يشعر بأن دوره في حمل المبدأ السامي قد انتهى و تستعصي عليه المواكبة فإن اسهل طريق إلى الجنة هو الموت ، و أقرب طريق لملئ جهنم بالكفرة و المجرمين هو قتلهم .
كل هؤلاء فقدوا المبدأ فاختل لديهم التوازن الاجتماعي ، و هذا يحيلنا على قوله تعالى
{ و اتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين }
عندما ينسلخ الإنسان من المبدأ يتبعه فقدان التوازن .
