عبد السلام أكني/ صوت العدالة
توفي الاستاذ والمفكر محمد بن شريفة مساء أمس الخميس 22 نونبر بإحدى مصحات العاصمة الرباط عن سن تناهز 90 سنة. بعد معاناته مع مرض لم ينفع معه علاج.
ويعتبر الدكتور محمد بنشريفة من أفذاذ اللغة والادب العربي وتحقيق التراث وخصوصا الاندلسي، وحياته حافلة بالعطاء والفكر والعلم.
ولد المفكر بن شريفة بالعثامنة (إقليم الجديدة)، وفيها حفظ القرآن الكريم وتلقى الدراسة الأولية، حصل على الشهادة الثانوية من كلية ابن يوسف بمراكش عام 1949، ثم على القسم الثاني من الشهادة الثانوية عام 1951 بذات الكلية.
حصل أستاذنا على دكتوراه الدولة في الأدب بمرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة عام 1969، وعمل كأستاذ كرسي الأدب الأندلسي من عام1970 إلى حين تقاعده عام 1995.
وشغل منصب محافظ الخزانة الكبرى بجامعة القرويين بين 1976- 1978، وخلال تلك المدة عمل بالتدريس الجامعي حتى أصبح أستاذا للأدب الأندلسي في جامعة محمد الخامس، عمل كعضو في أكاديمية المملكة المغربية منذ تأسيسها، ومقرر لجنة التراث فيها، وعضو بالأكاديمية الملكية للتاريخ في إسبانيا، وعضو مجمع اللغة العربية بدمشق.
وتميزالاستاذ محمد بن شريفة بمهارة تشهد له بالاطلاع الواسع، والمعاشرة الدائمة للمخطوطات، وقدرته الفائقة على قراءة النصوص واستنطاقها، وكيفية الاستفادة منها في إجلاء ملامح الشخصيات. ومهما كانت الأخبار شحيحة، فإنه يحاصرها بتساؤلاته، ويخضعها لآلياته الاستكشافية، فيستخلص منها إفادات تفتح آفاقا للبحث.
وهذا صلى جموع من الاستاذة والمفكرين وأصدقاء الراحل على جثمانه اليوم بعد صلاة الجمعة، ووري الثرى بمقبرة الشهداء.
