الرئيسية أحداث المجتمع أول من رفع علم مصر على ضفة القناة: ”يتجاهلون الأبطال ويكرمون الراقصات”

أول من رفع علم مصر على ضفة القناة: ”يتجاهلون الأبطال ويكرمون الراقصات”

2016 6 15 14 16 55 481.jpg
كتبه كتب في 6 أكتوبر، 2016 - 7:31 مساءً

“الدولة تكرم الراقصات وتنسى الأبطال.. رحم الله الرئيس السادات أول من كرمني”.. بهذه الكلمات بدأ محمد محمد عبدالسلام العباسي، أحد أبطال حرب أكتوبر، وأول من رفع العلم المصري على الضفة الغربية لقناة السويس، حديثه لـ”مصراوي”.

وقال العباسي، 69 عامًا، ابن مدينة القرين بمحافظة الشرقية، إن أهالي قريتي كانوا يهاجمون معسكرات العدو وقت الاحتلال، ويعودون بالذخيرة والأسلحة ويسلمونها للسلطات المصرية، وهو ما ساهم في غرس حب الوطن والغيرة على ترابه منذ الصغر”.

وأضاف العباسي: “كان والدي يعمل بالتجارة، وكنا خمسة أشقاء، ولدين و3 بنات، وق زوجني والدي حينما أتممت السابعة عشر من عمري، لني اول فرحته ، ورُزقت بنجلي “جلال” قبل التحاقي بالتجنيد.

وتابع: “تم استدعائي للخدمة العسكرية عام 1968، وكانت البلد خارجة من النكسة، وكانت التدريبات مرهقة جدًا، حيث إلتحقت خلال تلك الفترة بسلاح المشاه في الإسماعيلية، ثم انتقلت إلى جبهة قناة السويس، في الوقت الذي كان جيش الإحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء خط بارليف”.

واستطرد: “كنت وزملائي في الخدمة العسكرية، شديدي الغيرة على تراب بلدنا، وكانت الحسرة تأكلنا ونحن نرى عدونا يبني خط بارليف أمامنا ولا نفعل شيء، حيث كانت لدينا تعليمات بعدم ضرب النيران على الأعداء خلال تلك الفترة، لأن البلد كانت تمر بحالة كساد اقتصادي، حيث أن الميزانية كلها كانت مخصصة للقوات المسلحة.

وأوضح: “ظل صبرنا كما هو حتى أمرنا قائد الكتيبة بأن نصعد فوق مستشفى قناة السويس، ونعدود بصيد ثمين من العدو، وقد كان هذا الصيد هو قائد القطاع الشمالي الإسرائيلي، والذي أصابه اثنين من جنودنا بطلق ناري في عينه ومات في الحال، وتمت مكأفاة الجنديين بصرف 50 جنيهًا لكل منهما، في الوقت الذي كان مصروف الجندي المصري 243 قرشًا”.

.

وأشار العباسي، إلى أن إسرائيل بدأت في تلك الفترة تشن حرب نفسية كبيرة على الجنود المصريين، حيث كانت تمد جنودها بوافر الطعام، في الوقت الذي كان الجنود عندنا يأكلون وجبة واحدة يوميًا، فضلًا عن أن الجيش الإسرائيلي أحضر الفتيات على الجبهة الأخرى؛ لإثارة الغريزة لدينا، ولكن الإيمان بالنصر كان فوق كل غرائزنا، التي كانت تبحث عن العبور ليس إلا.

وتوالت الأعمال القتالية، وبدأ الجنود المصريين البواسل، في وضع الألغام بطريق الدبابات الإسرائيلية, حتى عبر مجموعة من جنودنا قناة السويس ليلًاودمروا إحدى الدوريات الإسرائيلية، وأسروا ثلاث جنود إسرائيليين؛ لتنقلب الدنيا في إسرائيلي، ويردوا علينا بضربة جوية اسفرت عن استشهاد أربعةمن زملائي، وإصابتي بفخذي الأيمن.

وتابع: “عدت إلى الموقع فور التعافي من الإصابة، عدت إلى القتال مرة أخرى، وكان اليوم 5 أكتوبر 1973، وعلمنا بأننا في اليوم التالي سيصرف لنا صرف وجبة إفطار لجميع الجنود، وكانت خطبة الجمعة عن الشهادة ومكانة الشهداء، وحينها علمت بأن ساعة العبور قد حانت، خاصةً وأننا كنا نسجد على علم مصر”.

وفي صباح يوم السادس من أكتوبر 1973، بدأت جنودنا إجراء عمليات التمويه، حيث كانوا يلعبون كرة القدم والشطرنج، وفي حالة استرخاء تام، حتى جاءت ساعة الصفر، وعبرنا قناة السويس، وكنت في طليعة المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف، وفور عبورنا قمت بإنزال العلم الإسرائيلي، ورفعت العلم المصري”.

واختتم العباسي، حديثه، قائلًا: “ذهبت إلى إحدى الهيئات الحكومية للتقدم بطلب للحج، وأحد الأشخاص هناك رفضه، وقال لي بالحرف الواحد: “أنت عملت إيه علشان تحج”.

للأسف حتى اسمي لم يطلق على أي مدرسة أو شارع بقريتي، وكل ما أرجوه هو أن يعلم الجميع قيمة الجنود المصريين الذين استطاعوا أن يزيحوا العدو الإسرائيلي ويعيدوا لهذا الوطن عزته وكرامته.. فبدلًا من أن تكرموا الراقصات، كرموا الأبطال والشهداء فهم أحق الناس بالتكريم”.

مشاركة