– عبد الجليل الجعداوي/ خريبكة
في إطار انطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،انعقد بعمالة إقليم خريبكة يوم الأربعاء 06/01 / 2019 يوما دراسيا مع جمعيات المجتمع المدني بالإقليم حول ” دور المجتمع المدني في تحسين مؤشرات التنمية البشرية الوطنية ” .
وافتتح عامل إقليم خريبكة هذا اليوم الدراسي، وتطرق إلى أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة التي تجعل تنمية المواطن المغربي في صلب اهتماماتها، وأشار إلى المجهودات المبذولة لتشغيل الشباب والى المخططات والبرامج القطاعية والاستراتيجيات التي تهدف إلى تحسين المستوى المعيشي للفرد ، وأيضا إلى الترسانة القانونية الموضوعة لاحترام الحقوق والواجبات.
وقدم عبد الصمد دامي رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة خريبكة اهم المحاور المؤسسة للمرحلة الثالثة من المبادرة المتمثلة في تحصين مكتسبات برامج المرحلتين الأولى والثانية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتوجيه البرامج للنهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة ، ودعم الفئات في وضعية صعبة ، وانطلاق جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل ولفرص الشغل.كما تطرق إلى دور أجهزة الحكامة للمرحلة الثالثة كدور محوري في تسهيل وتشبيك ادوار المتدخلين من مجتمع مدني وفاعلين عموميين وخواص لينخرط الجميع في تحسين مؤشرات التنمية البشرية للمغرب للوصول إلى وضع أسس بيئية اقتصادية مستدامة، وكذلك الى كيفية تفعيلها عبر المشاركة – التعاقد – الشراكة .
وتم في هذا اليوم الدراسي عرض تجربتين لفائدة المجتمع المدني لتعميم الفائدة، الأولى نظرية قدمت من طرف الأستاذ جمال الدين البوزيدي منسق المرصد الإقليمي لمناهضة العنف بالوسط المدرسي وأعطت احصائيات حول حالات العنف بالمؤسسات الدراسية وسبل التي وضعت لمحاصرة الظاهرة، وتناولت أيضا آثار تنمية السلوك المدني على المحيط،و إطاره المفاهيمي،ومعناه الخاص والعام المرتبط بالسلوك المدني والتربية على المواطنة والتربية على حقوق الإنسان، ودور جمعيات المجتمع المدني في تنمية هذا السلوك وأبعاده التربوية باعتباره سلوكا ايجابيا مع الذات والجماعة الإنسانية ومع المحيط البيئي.
أما التجربة التطبيقية فقام بتقديمها الدكتور نور الدين بناني رئيس مؤسس لجمعية صفوف الشرف، وفيها استعرض تجربة جمعيته على مدى 20 سنة في مجال التنمية ، والمتمثلة في عدة قافلات طبية استهدفت العالم القروي والمناطق النائية، وكذلك مجموعة من الدول الإفريقية، وساهمت في تقديم خدمات علاجية لعدد كبير من الناس، هذه الجمعية التي انفتحت على الثقافة والفن ، ونظمت عددا من الورشات والتكاوين والحملات التحسيسية في المدارس لفائدة التلاميذ والأطر التربوية، وساهمت في دعم مجموعة من الأنشطة المدرة للدخل بالعالم القروي.
وعرف هذا اليوم الدراسي عدة مداخلات لممثلي جمعيات المجتمع المدني تناولت العنف المدرسي وأسبابه المتمثلة في تراجع دور الأسرة في التربية بسبب الاكراهات المعيشية ، وكذلك دور المدرسة بفعل الاكتظاظ ، وتراجع دور الجامعة والأحزاب السياسية في التاطير. كما عبرت عن إعجابها بحصيلة جمعية صفوف الشرف في ميدان العمل الإنساني.
واعتبر امحمد الزكراني رئيس المجلس الإقليمي لخريبكة أن هذا اللقاء هو فرصة ذهبية ، لان العلاقة بين الفاعلين المدنيين والمنتخبين ينقصها التواصل لتوضيح الأمور، وحتى تعرف الجمعيات أن الدعم هو مرتبط بحجم ميزانية الجماعة المحلية ولا يمكن أن تقدمه إلا في إطار ما يسمح به القانون ووفق قدراتها المالية، كما أكد على ضرورة التواصل بين الفاعلين المدنيين والمنتخبين للتعاون وخلق شراكات وعلاقات مبنية على الثقة المتبادلة ،وأضاف أن المجلس الإقليمي عازم على العمل الجدي للمساهمة في إنجاح المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

