الرئيسية أخبار وطنية مأساة إنسانية في الناظور: تناقض فاضح بين الخطابات الرسمية وواقع المواطنين

مأساة إنسانية في الناظور: تناقض فاضح بين الخطابات الرسمية وواقع المواطنين

IMG 6320
كتبه كتب في 14 ديسمبر، 2025 - 9:55 مساءً

صوت العدالة : محمد زريوح

بينما كان رئيس الحكومة يُلقي خطاباته ويستعرض ما يسميه “الإنجازات” في مدينة الناظور، وقعت مأساة إنسانية صادمة تلخص واقعاً قاسياً يعيشه المواطن المغربي. حيث تعرضت فتاة قاصر للسقوط من الطابق الرابع، لتُنقل في حالة صحية حرجة لا تحتمل التأخير. في مشهد صادم يعكس حجم الهشاشة والإهمال، بدلاً من أن تتدخل سيارة إسعاف مجهزة وتقوم بنقلها إلى مستشفى عمومي قادر على تقديم الرعاية اللازمة، جرى نقلها في سيارة أجرة، في خطوة غير إنسانية ولا تراعي أبسط معايير الطوارئ الطبية.

المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت في التفاقم حين وُضعت الفتاة أمام بوابة باب مليلية المحتلة، على أمل أن يتدخل الجانب الإسباني لإنقاذ حياتها. هذا المشهد المؤلم لا يعكس فقط تجاهلًا لحقوق الإنسان، بل يكشف عن التناقض الفاضح بين الخطابات الرسمية التي تتحدث عن “الإنجازات” والتنمية، وبين واقع المواطنين الذين يعانون من إهمال متكرر واستهتار بحياتهم وحاجاتهم الأساسية.

هذه الحادثة تكشف بوضوح حجم الفجوة بين ما يطرحه المسؤولون من شعارات براقة، وبين واقع لا يوفر أبسط مقومات العيش الكريم للمواطنين. حيث تصبح حياة الطفلة القاصر رهينة الصدفة وظروف الحدود، في غياب تام للحق في العلاج والرعاية الصحية. وأمام هذه المأساة، تصبح “الإنجازات” التي يتغنى بها المسؤولون مجرد كلمات فارغة، لا تعكس الحقيقة المؤلمة التي يعيشها المواطن.

إن هذا الحادث المؤسف يجب أن يكون صرخة مدوية تضع الحكومة أمام مسؤولياتها الحقيقية، وتدفعها إلى إعادة النظر في واقع الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية في البلاد. فلا يمكن للإنجازات أن تظل مجرد كلمات تُقال في المناسبات، بينما تبقى حياة المواطنين في خطر بسبب الإهمال واللامبالاة.

مشاركة