الرئيسية أخبار وطنية يوبا الغديوي: تحول مثير للجدل من ناقد للنظام الجزائري إلى مؤيد مدفوع الثمن

يوبا الغديوي: تحول مثير للجدل من ناقد للنظام الجزائري إلى مؤيد مدفوع الثمن

IMG 4173
كتبه كتب في 25 نوفمبر، 2024 - 10:19 صباحًا

صوت العدالة: محمد زريوح

في تطور سياسي لافت أثار استياءً واسعًا، أقدم “جابر الغديوي”، المعروف إعلاميًا بـ”يوبا”، على تغيير جذري في مواقفه تجاه النظام الجزائري. هذا التحول المفاجئ من ناقد شرس إلى مؤيد مدفوع أثار موجة من الانتقادات، خاصة من المغاربة، وبالأخص أبناء الريف الذين اعتبروا هذا الموقف خيانة علنية لمبادئ الوطنية والكرامة.

يوبا الغديوي، الذي كان يُعرف بمواقفه الحادة تجاه النظام الجزائري، اشتهر سابقًا بوصفه للنظام بـ”الإرهاب العروبي” و”الاستعمار”. لطالما اتهم النظام بقمع الحريات وانتهاك حقوق الأمازيغ في الجزائر وشمال إفريقيا، مؤكدًا أن هذا النظام يمثل خطرًا على هوية القبائل وحقوقها التاريخية. في العديد من خطاباته السابقة، وجه يوبا اتهامات للنظام الجزائري بالوقوف وراء مآسي الأمازيغ وقمع تطلعاتهم، مما أكسبه تعاطفًا كبيرًا بين أبناء الريف والمناطق الأمازيغية في شمال إفريقيا.

غير أن التحول المفاجئ في مواقفه أثار استغراب المتابعين. فقد ظهر يوبا مؤخرًا في مناسبات متعددة وهو يروج للنظام الجزائري، مشيدًا بالرئيس عبد المجيد تبون ورئيس الأركان السعيد شنقريحة. التحول الذي وصفه البعض بـ”الانقلاب على المبادئ” جاء مصحوبًا بتقارير تتحدث عن تعويض مالي شهري يُقدر بـ3000 يورو، يُقال إن يوبا يتلقاها مقابل دعمه العلني للنظام.

في خطوة أثارت المزيد من الجدل، عقد يوبا مؤخرًا ندوة صحفية في مدينة وهران الجزائرية، حيث شن هجومًا على المغرب واتهمه بمجموعة من الادعاءات التي وُصفت بالكاذبة. في تصريحاته، أطلق يوبا سلسلة من المزاعم المسيئة، محاولًا إعادة صياغة التاريخ بما يخدم أجندة النظام الجزائري. هذه الخطوة لم تمر دون ردود فعل غاضبة، إذ أعرب الكثير من المغاربة، خصوصًا أهل الريف، عن استيائهم من هذه التصريحات التي وصفوها بالخيانة.

ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي لم تتأخر، حيث تبرأ العديد من أبناء الريف من يوبا، معتبرين أنه تخلى عن مبادئه مقابل المال. وصفه البعض بأنه “باع شرفه ووطنه”، وأكدوا أن مثل هذه المواقف لا تمثل إلا أصحابها، وأن الريفيين الشرفاء متمسكون بثوابتهم الوطنية تحت شعار “الله-الوطن-الملك”. عبر الكثيرون عن اعتقادهم بأن النظام الجزائري استغل يوبا كأداة في حربه الإعلامية ضد المغرب، مؤكدين أن هذه المحاولات لن تنجح في زعزعة الوحدة الوطنية.

المشهد السياسي في الجزائر يضيف بعدًا آخر للقضية. فالنظام الجزائري يواجه أزمة داخلية خانقة تتمثل في صراعات بين العسكر ونقص في المواد الأساسية. في ظل هذه الظروف، يبدو أن النظام يحاول تصدير أزماته إلى الخارج من خلال إثارة القضايا الخلافية ودعم شخصيات مثيرة للجدل مثل يوبا. هذه الاستراتيجية تهدف إلى تحويل أنظار الشعب الجزائري عن الأزمات الحقيقية التي يعيشها.

تحول يوبا الغديوي يعكس ظاهرة أوسع تتعلق بكيفية استغلال الأنظمة لشخصيات كانت تُعتبر صوتًا للمعارضة. ورغم ما قد يجنيه يوبا من مكاسب مالية مؤقتة، فإن الثمن الأكبر يدفعه في فقدان مصداقيته واحترامه بين مناصريه السابقين.

في خضم هذا الجدل، يبقى الشعب المغربي، وخاصة أبناء الريف، على وعي كامل بالمخططات التي تستهدف وحدتهم الوطنية. الردود الحازمة والتأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية تشير إلى أن مثل هذه المواقف لن تؤثر على صلابة المجتمع المغربي وتماسكه أمام محاولات التشويه والفتنة.

ختامًا، تظل قضية يوبا الغديوي مثالًا حيًا على الصراع بين المبادئ والمصالح. وبينما يختار البعض بيع مواقفه، يثبت الشعب المغربي يومًا بعد يوم أنه متمسك بمبادئه وثوابته، ويدرك تمامًا أن الوطنية الحقة لا تُشترى ولا تُباع.

مشاركة