سيدي بنور – المغرب
في زمن تتهاوى فيه البنيات التحتية الرياضية، وتستقيل فيه المؤسسات المنتخبة من مسؤولياتها تجاه الأجيال الصاعدة، يظل نادي أمل سيدي بنور لكرة القدم – المعروف باسم “نادي الأسود المحاربة” – هو القلعة الأخيرة التي تصمد بشجاعة في وجه الإهمال والتهميش. إنه ليس مجرد نادٍ رياضي، بل مشروع وطني – تربوي، اجتماعي، وإنساني يستحق الدعم الفوري وليس الانتظار القاتل.
- مشروع متكامل يُقاتل بلا موارد!
هذا النادي يتوفّر على هيكلة إدارية، تقنية، وطبية عالية الكفاءة، ويؤطر آلاف الممارسين من الذكور والإناث عبر مختلف الفئات العمرية. ويُعدّ نموذجًا مغربيًا في التأطير الرياضي والتربوي المواطني، حيث يجمع بين التكوين الرياضي الصارم والتنشئة على قيم الانضباط، والمواطنة، والاحترام. - 80% من لاعبي الفرق المحلية.. من أبناء “الأمل”!
أرقام النادي تُعبّر عن حجمه الحقيقي:
80% من تركيبة الفرق المحلية بمدينة سيدي بنور من خريجي مدرسة أمل سيدي بنور.
50% من لاعبي فرق الإقليم تلقوا تكوينهم الأولي داخل النادي.
عدد كبير من الممارسين في فرق الفوتصال، والكرة النسوية، والشاطئية، والمنتخبات الجهوية والوطنية، تخرّجوا من تحت عباءة هذا المشروع الفريد.
فهل من العدل والمنطق أن يُحرم هذا النادي من أبسط حقوقه في الدعم والاستقرار المالي؟
- الجماعة تتنصّل.. والدعم رهينة الحسابات السياسية!
في الوقت الذي يُنتظر فيه من المجلس الجماعي الوفاء بتعهداته ورفع الدعم المالي الذي التزم به، نُفاجأ بسياسة المماطلة والتجاهل وكأننا أمام إعدام بطيء لمشروع مجتمعي رياضي متكامل. لقد تحوّل الدعم العمومي إلى أداة ابتزاز سياسي ومساومة انتخابية، عوض أن يكون رافعة للتنمية البشرية والرياضية. - نداء مستعجل إلى السيد عامل الإقليم:
من منبرنا الصحفي، نُوجّه نداءً حارًا وصادقًا إلى السيد عامل إقليم سيدي بنور:
إن تدخلكم اليوم ليس مجاملة رياضية، بل ضرورة وطنية لحماية آخر قلاع الأمل في سيدي بنور.
نادي أمل سيدي بنور سياج أخلاقي ضد الانحراف، ومحرّك تنموي ضد البطالة والهدر المدرسي، وفضاء مقاومة حضارية ضد التهميش والإقصاء.
- رسالة إلى التاريخ: لا تقتلوا الشعلة!
إذا سقط هذا النادي، فسيسقط معه ما تبقى من حلم في هذا الإقليم المنسي. وسيسجّل التاريخ أن شعلة الرياضة البنورية انطفأت بسبب الإهمال، لا لقلة الكفاءة أو ضعف المشروع.
نختم برسالة واضحة:
سيدي العامل، إن تدخلكم العاجل هو الفارق بين حياة مشروع وموت قضية.
فلا تتركوا الشعلة تنطفئ…