الرئيسية أخبار القضاء ورشة تكوينية بالرباط تبرز محورية دور قضاة النيابة العامة في حسن أجرأة الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب

ورشة تكوينية بالرباط تبرز محورية دور قضاة النيابة العامة في حسن أجرأة الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب

IMG 20190405 WA0166
كتبه كتب في 5 أبريل، 2019 - 2:22 مساءً

و م ع

شكل موضوع محورية دور قضاة النيابة العامة في حسن أجرأة الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، محور الورشة التكوينية المنظمة اليوم الجمعة بالرباط، بشراكة بين رئاسة النيابة العامة ومركز “جنيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحة”، و”الصندوق الاستئماني لشمال إفريقيا”.

IMG 20190405 WA0167

وقاربت الورشة التي تطرقت لـ “الأبحاث في الادعاءات المتعلقة بالتعذيب، تحديات وآفاق المدعي العام” سبل تعزيز دور قضاة النيابة العامة وتمكينهم من الأدوات المفيدة لاضطلاعهم بأدوارهم في ما يتعلق بمعاملة المعتقلين والوقاية من التعذيب، بغية مواكبة المجهودات التي ببذلها المرفق العدلي، والرامية إلى تأهيل العنصر البشري في مجال الوقاية من التعذيب وغيره من الممارسات القاسية أو المهينة أو الحاطة بالكرامة، خاصة وأن المغرب ولج مرحلة جديدة تتمثل في المصادقة على البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب، وما تمخض عن ذلك من التزامات جديدة، من ضمنها إحداث آلية وطنية للوقاية من التعذيب والسماح للآلية الأممية (اللجنة الفرعية) بزيارة أماكن الحرمان من الحرية.

IMG 20190405 WA0078

وفي كلمة بالمناسبة، أكد الكاتب العام لرئاسة النيابة العامة، السيد هشام بلاوي، أن التعذيب وغيره من الممارسات القاسية أو المهينة أو الحاطة بالكرامة، تتنافى مع القيم والمثل الإنسانية، ولا تنسجم مع حقوق الإنسان وفلسفتها التي تحث على احترام الكرامة الإنسانية، كما تضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كوثيقة مرجعية في هذا الباب.

IMG 20190405 WA0099

وشدد السيد بلاوي على أن المغرب بادر طوعا إلى الانخراط في المنظومة الدولية الناظمة للشأن الحقوقي، والرامية إلى مناهضة التعذيب، من خلال المصادقة على اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، ومؤخرا على البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب في نونبر 2014.

IMG 20190405 WA0088

وأوضح الكاتب العام لرئاسة النيابة العامة أن البروتوكول ذاته انبثقت عنه آلية وطنية لمناهضة التعذيب، مضيفا أن المغرب عمل من منطلق حرصه على مناهضة جريمة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، على بلورة إطار دستوري وتشريعي منسجم مع الشرعة الدولية الرامية إلى مكافحة ظاهرة الإفلات من جريمة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة.

IMG 20190405 WA0059

ولم يفت السيد بلاوي التذكير بكون الوثيقة الدستورية لسنة 2011 جرمت التعذيب في الفصل 22 وعلى امتداد الوثيقة، بالإضافة إلى الجرائم التي تمس بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا، لافتا إلى أن هذا التنصيص يعد “إشارة واضحة على الإرادة المغربية الراسخة للتصدي لكل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”، ومجددا التأكيد على كون القضاة مطوقون بمقتضى الوثيقة الدستورية من خلال الفصل 117 على حماية حقوق الأشخاص و الجماعات وحرياتهم و أمنهم القضائي.

من جانبه، قال القاضي الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف برين الفرنسية، السيد كزافيي رونصان، إنه يتقاسم مع زملائه في الضفة الأخرى من المتوسط نفس المثل والمبادئ، وتمثلا وحيدا لحماية حقوق الإنسان ولمكافحة الإفلات من العقاب، مضيفا أن مكافحة الإفلات من العقاب، مثلما تحصن المجتمعات وتمنعها، تشيع فيها ثقافة الانتصاف واللجوء إلى القانون.

IMG 20190405 WA0128

وأضاف أن المملكة تشتغل بتؤدة على سيادة دولة القانون، مستشهدا في سياق آخر بصميم تدخل قضاة التحقيق والنيابة العامة، من قبيل مهام الادعاء الرامية إلى زيارة أماكن الاعتقال، وسلطات الإشراف على البحث، بالإضافة إلى توجيه أعمال ضباط الشرطة القضائية، من أمن وطني ودرك.

IMG 20190405 WA0129

كما أوضح أن الزيارة الدورية لأماكن الاعتقال تروم الوقوف والتثبت من مزاعم التعرض للتعذيب، لافتا إلى أن الورشة التي تمنح فسحة للنقاش والتداول بين الزملاء، من شأنها الإسهام في تحسين ممارسات سير العدالة بكل من فرنسا والمغرب، بالإضافة إلى تلافي الانتهاكات والادعاءات.

IMG 20190405 WA0106

وخلص السيد كزافيي رونصان إلى أن “أي بلد مها ارتقى تنمويا وحقوقيا، ليس في حل من مزاعم وادعاءات بممارسة التعذيب”، مضيفا أن البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب، كإطار عام ناظم، يلزم الدول بتبنيه، منوها في المقابل بمصادقة المملكة على هذه الآلية الأممية.

IMG 20190405 WA0088 1

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت سيسيل لاغوت مديرة برنامج عمليات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التابع لمركز تطوير القطاع الأمني وسيادة القانون ومقره جنيف، أن المركز يضم 74 دولة عضوا، مشيدة باللقاء الأول الذي يصل مركزها برئاسة النيابة العامة، والرامي إلى تعزيز كفايات قضاة النيابة العامة بالمغرب.

IMG 20190405 WA0056

واعتبرت الشراكة القائمة بين برنامج عمليات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التابع لمركز تطوير القطاع الأمني وسيادة القانون” و”الصندوق الاستئماني لشمال إفريقيا” ورئاسة النيابة العامة بالمغرب، بـ”الوثيقة” وترمي إلى تعزيز قدرات قضاة النيابة العامة من خلال اقتسام وتبادل المعارف، مشيرة إلى أن التكوين يتناول الأبحاث في الادعاءات المتعلقة بالتعذيب، والتي تندرج في إطار تفعيل البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب.

IMG 20190405 WA0062

وسجلت السيدة لاغوت أن اللقاء يتوخى دعم جهود المغرب في ما يتعلق ببث ثقافة حقوق الإنسان، ويرنو إلى تفعيل التزاماته الدولية ذات الصلة.

IMG 20190405 WA0066

ويتناول اللقاء محاور تتعلق بـ” المنظومة الحمائية التي تنص عليها اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”، و “دليل التقصي والتوثيق الفعالين للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة” المعروف اختصارا ببروتوكول إسطنبول.

مشاركة