الرئيسية آراء وأقلام هل ينهي حامي الدين مرحلة العثماني؟

هل ينهي حامي الدين مرحلة العثماني؟

IMG 20200830 172824 7632.jpg
كتبه كتب في 31 أغسطس، 2020 - 6:07 مساءً

بقلم: عبد السلام اسريفي / رئيس التحرير

يعرف حزب العدالة والتنمية ،الذي يقود الحطومة الحالية صراعا غير مرئي داخل أجهزته،رغم أن الأمانة العامة تحاول جاهدة حجبه بمساحيق ومناديل شفافة.

وسبق لمجموعة من المتتبعين للشأن السياسي المغربي،أن نبهوا الى وجود حركة غير عادية داخل الأمانة العامة للبيجيدي،بل هناك من اعتبر ،أن رياح التغيير آتية حتى قبل الاستحفاقات المقبلة،بسبب ما أسموه بضعف شخصية الأمين العام،الذي هو في نفس الوقت رئيسا للحكومة،وعدم قدرته على ترجمة برامج الحزب ،والسماح بتجاوزه في مناسبات كثيرة من قبل وزراء بالأغلبية.

ويظهر ،أن آلة بنكيران تشتغل من وراء حجاب،وأن هناك من يحاول العودة الى مرحلة ” انتهى الكلام” ،معتبرا فترة العثماني ،أضعف مرحلة في تدبير الشأن العام،بالاعتماد على أرقام وما أسموه بالتراجعات عن مجموعة من المكاسب الديمقراطية التي صوت عليها المغاربة بدستور 2011.

ومن أبرز منتقدي العثماني،يخرج عبد العالي حامي الدين،الذي قالوا أنه يلبس جلباب بنكيران،ويوجه انتقادات شديدة اللجهة في أي مناسبة داخلية للحزب،آخرها، كلامه خلال مشاركته في ندوة أطرتها شبيبة حزبه يوم الأربعاء 26 غشت الجاري حول مدى إمكانية إقامة “ثورة تصحيحية” في الحزب.

ودعا حامي الدين خلال مداخلته إلى جمع عام استثنائي للحزب،اعتبرها المهتمون إشارة من التيار المساند لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، نحو تغيير قيادات الحزب ذو الخلفية الاسلامية، تمهيدا للاستحقاقات الانتخابية السنة المقبلة.

وما أثار انتباه المهتمين بالشأن السياسي الحزبي الوطني،هو ثناء حامي الدين على فترة حكم بنكيران، ووصفه للحقبة الثانية من حكم العدالة والتنمية عبر أمينها العام الحالي سعد الدين العثماني بأنها فترة عرفت “تجاوزات وانتهاكات وضعت أعضاء حزبه أمام امتحانات كثيرة وخطيرة.

وسبق لحامي الدين في مناسبات كصيرة ،أن وصف تجربة العثماني بأنها “محصلة اختيارات وتقديرات تتحمل فيها الهيئات التقريرية للحزب المسؤولية بشكل جماعي”،واعتبر ،أن مجموعة م القرارت التي اتخذتها الحكومة ،جلبت للحزب متاعب كثيرة، استغلتها الهيئات المنافسة في اشارة الى الاحرار ،المنافس الافتراضي للمصباح.

وطالب القيادي بالبيجيدي إخوانه خلال الجمع العام الاستثنائي “بالتحلي قدر عال من النقد الذاتي لتقييم التجربة بشكل صحيح، واتخاذ ما يلزم من التصحيحات ولو بعقد مؤتمر استثنائي” مضيفا في السياق ذاته “نحتاج إلى إعطاء دفعة قوية في مسار الحزب”، “لا يمكن أن يكون له دور مؤثر في الحياة السياسية إلا إذا كان حزبا قويا موحدا بقيادة قوية ومتماسكة وأيضا بمستوى عال من الوضوح السياسي ومن الالتزام الوطني”.

وعلق المراقبون على كلام حامي الدين بقولهم،أنه يحمل رسائل مشفرة لمناضلات ومناضلي الحزب،تحمل في طياتها الدعوة الى تصحيح المسار وإعادة انتاج الفكر الاخواني،الذي كان سببا في وصول أصدقاء الخطيب للحكم،حتى ولو كان ذلك على حساب القطع مع أسماء وازنة ولها مسؤوليات ثقيلة داخل الحزب .

مشاركة