الرئيسية آراء وأقلام هل للنظام الجزائري أجندة وراء الانسحابات الأخيرة من كل التظاهرات الرياضية التي تجمع أنديته ومنتخباته مع المغرب؟

هل للنظام الجزائري أجندة وراء الانسحابات الأخيرة من كل التظاهرات الرياضية التي تجمع أنديته ومنتخباته مع المغرب؟

كتبه كتب في 1 مايو، 2024 - 10:31 صباحًا

بقلم..عبد السلام اسريفي

قد يتساءل المرء منا حول الأسباب الحقيقية وراء كل هذه الانسحابات للفرق الحزائرية من التظاهرات الرياضية التي تجمعها مع الفرق المغربية بدافع الخريطة الكاملة للمملكة على أقمصة الفرق المشاركة، وأجندة النظام الجزائري الهرم من وراء كل هذه المسرحيات.

سؤال سليم جدا، خاصة أن النظام الحزائري تولى بنفسه المهمة بالنيابة عن الفرق المشاركة في التظاهرات الرياضية الأفريقية والعربية، بداعي السيادة والنبادئ وكأن المغرب انتزع قطعة من بشار وأضافها في خريطته المعتمدة دوليا.

الحقبقة، أنه،بالرجوع الى ما قبل هذه التظاهرات الرياضية، كان هناك حديث داخل بلاطوهات الرياضة الجزائرية عن وجود مؤامرة وسيطرة المغرب على الكاف وعلى الاتحاد العربي،وأن هناك نوايا للإضرار بنظام تبون من قبل ما يسمونه بالمخزن، وهي ادعاءات الغاية منها تهييء الشعب الجزائري لأمر خطير، وزعزعة الثقة داخل المجتمع وإظهار المغرب في لباس العدو ،الذي يتربص باستمرار الحزائريين ويهدد أمنهم الداخلي،وهذا طبعا في صالح النظام العسكري الحالي،الذي يحاول ضمان الإستمرارية والاستقرار ولو على حساب المعيش اليومي للمواطن الحزائري،الذي يضطر الانتظار ليوم بكامله في طابور طويل ،عريض، من أحل (شكارة) حليب.

ولن يتوقف النظام الجزائري عند هذا الحد، بل سيعمل على غلق كل الأبواب أمام الفرق و المنتخبات الحزائرية حتى لا تشارك في المسابقات التي يتواجد فيها المغرب، وبالتالي ،يضمن العقوبات التأديبية،التي قد تصل إلى تجميد الاتحاد الحزائري بسنتين أو أكثر ،وحرمان الرياضة الجزائرية من المشاركة في المسابقات الأفريقية والعربية، وبالتالي، ضمان عدم مشاركة المنتخب الجزائري للكبار في كأس إفريقيا 2025 المنظمة بالمغرب، وهذا هو بيت القصيد، حسب مجموعة من المحللين الرياضيين وحتى السياسيين،الذين ذهبوا الى نظام العسكر، يتخوف من ردود أفعال الجمهور الحزائري، الذي قد ينتقل المغرب لمتابعة عرس إفريقيا 2025، خاصة وأنه سيقف على الفرق الشاسع بين دولة لها بترول وغاز دولة لها إرادة وأطر ورغبة،خاصة على مستوى البنيات التحتية والتطور الذي عرفته كل القطاعات بالمملكة، وهو ما قد يفتح باب جهنم على زبانية تبون،التي تسخر كل الامكانيات المالية الحزائرية لخدمة جبهة وهمية،فوق أراضيها على حساب المعيش اليومي للجزائريين.

وهذا يفسره إقدام النظام الجزائري الهرم على إقفال الحدود البرية والجوية،وفرض مراقبة صارمة على الجزائريين و المغاربة القادمين من المغرب، وتسخير الاعلام العمومي وشبه العمومي لتغليف الأوضاع الداخلية الجزائرية المريضة بقصص وهمية ظرفية، الغاية خلق عدو وهمي، لإلهاء المواطن البسيط عن مشاكله الحقيقية، وبرمجته بشكل يومي ،وتوجيه تفكيره نحو ضرورة استمرار هذا النظام،لأنه الأنسب والضامن الوحيد لاستقرار البلاد ورد العدو (المفترض طبعا).

لكن، لا يمكن أن تستمر الأوضاع على هذا الشكل في الجزائر، لأنه من غير المعقول أن تخذر الشعوب لوقت طويل، سيأتي اليوم، الذي يفهم الحزائري أنه كان ضحية لمخطط بليد سيء الإخراج من قبل عصابة، همها الوحيد هو ضمان استمراريتها وتكديس ثرواتها وتهريبها للخارج على حساب الشعب المقهور،الذي يملك ما تملكه السعودية والامارات،الفرق الوحيد، أن الدولتان اعتنتا باقتصادها واوضاعها وبنياتها التحتية وطورت كل القطاعات، وضمنت العيش الكريم لمواطنيها، والجزائر،سخرت وتسخر كل إمكانياتها المادية لدعم جبهة وهمية فوق أراضيها على حساب مواطنيها.

مشاركة