هل الثقة في الطبقة السياسية لازالت ممكنة؟؟

نشر في: آخر تحديث:

بقلم : ذ.نورالدين بوصباع

نصب المشانق الصورية في مظاهرات لبنان ضد فساد الطبقة السياسية في لبنان الطائفية ودون استثناء، وقبلهم إلقاء السياسيين والمسؤولين الفاسدين في حاويات القمامة في كل من أوكرانيا والمكسيك تعبر بشكل أكثر غلوا على نفاذ صبر الشعوب على فساد الطبقة السياسية و وعيها بأن هذه الطبقة السياسية لاتدافع سوى عن مصالحها ومصالح من يحوم حولها من انتهازيين و وصوليين، وأن مصالح الوطن والمواطنين هي في أخر الأولويات لهؤلاء السياسيين.
الواقع ان الطبقة السياسية وخاصة في واقعنا العربي والاسلامي وفي ظل استفحال الطائفية والحزبية الشكلية التي انتعشت واستقوت وتكالبت و تعاضدت فيما بينها في ظل اقتصاد الريع و شراء النخب و تمتيعها بالامتيازات السخية لتكون صمام الأمان للأنظمة القائمة ضد شعوبها المتعطشة للحرية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية.يجعلنا نتساءل ماجدوى هذه الطبقة التي لا تنتج اي فائض قيمة ينتفع به، ولاتسهم بأي شكل في ممارستها السياسية في بناء دولة الحق والقانون وخاصة أنها الطبقة التي يجعلها قانون الحصانة فوق أي مساءلة قانونية أو قضائية، ثم في ماذا يفيدنا رجل السياسة اليوم ونحن نستعيد نظرية شيشرون الذي يرى ان السياسي يعيش عالة على حساب الفقير والغني و الجندي والمواطن والكسول والسكير ومدير البنك و المحامي والطبيب وحفار القبور، وأنه لا يقدم في مقابل هذا الاستغلال سوى الوعود المعسولة والشعارات المنمقة الذي تدغدغ المشاعر.
المسألة الجوهرية اليوم أن تعاد صياغة المفاهيم و طرق تمثل الفعل السياسي في إطار نظرية جديدة تضع السياسي بين مفترقين فإما سياسي وطني يحمل مشروعا مجتمعيا حقيقيا يناضل من أجل تنزيله على ارض الواقع بما يفيد البلاد والعباد و يحسن شروط العيش المشترك، وإما سياسي انتهازي و وصولي جيء به من طرف أجهزة الدولة العميقة لتمرير المشاريع ضد الطبقة الشعبية التي اوصلته إلى سدة الحكم، وللاسف هذا السياسي هو ما نجده اليوم بكثرة في سياقنا العربي والاسلامي.
وأخيرا مشكلتنا العميقة والموغلة في المأساة أننا نثق كثيرا في بلاغة الخطابات و نثق في زيف المساومات ونراهن على قربنا او بعدنا من السياسي لتحقيق مصالح فئوية ضيقة وهذا ما يجعلنا نحن أيضا متورطين في جمود الحياة السياسية وعبثيتها.

اقرأ أيضاً: