بقلم: محمد بنعبد الله
لا تحسبن الله غافلا عما يفتعله جنرالات الجزائر الظالمين. انما يؤخرهم الله الى أجل محتوم، و ليوم تشخص فيه الابصار.
لقد أبتلي بلدنا المغرب بأسوأ جار حاقد عنيد قائما نظامه على مزاجية جنرالاته الذين فقدوا جادة الصواب، وضلوا عن سواء السبيل، همهم الوحيد هو التعبير عن غضبهم و حقدهم الكلاسيكي والمتواصل عبر عقود خلت، عن طريق إصدار قرارات خاطئة تطبعها العدوانية في حق بلدنا المغرب، دون اكتراثهم ومراعاتهم لما يترتب عنها من انعكاسات خطيرة سوف تضر بشعبي البلدين الجارين المملكة المغربية والجزائر . وأمام تطور هذه الاستفزازات الدنيئة فلا يسعنا إلا التذكير ببعضها .
ففي سنة 1975 وبعد عودة المسيرة الخضراء المظفرة، وإحرازها على ما كان يطمح إليه ملك البلاد ومعه الشعب المغربي قاطبة في استرجاع اقاليمنا الصحراوية من المحتل الإسباني . أقدم نظام العسكر الجزائري في حينه إلى التهجير القسري ل 45 ألف عائلة، ذات أصول مغربية كانت مقيمة بالجزائر وصل عدد أفرادها إلى زهاء 350 ألف شخص، وهو ما يعادل عدد المتطوعين المغاربة المشاركين في المسيرة الخضراء. وقد تعمدوا على تزامن عمليتهم اللاإنسانية بيوم عيد الأضحى الذي صادف يوم 18 ديسمبر 1975، كرد فعل عنيف على ما حققه المغرب بفضل المسيرة الخضراء تحت رعاية ملك البلاد المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، و على الرغم من ذلك لم يتوقف نظام العسكر عند هذا الحد بل تمادى في مؤامراته وعمد إلى إعداد خيم للجوء بمنطقة تندوف لاحتضان مغاربة ضالين اغلبهم عادوا إلى وطنهم الأم المغرب، مستفيدين من العفو الملكي الشامل ان الوطن غفور رحيم .وكذا خليط من المجندين الجيع تم إلتقاطهم من دويلات افريقية فقيرة، وخضوعهم للتدريبات العسكرية داخل الجزائر وبدول أخرى تدعم الإرهاب، وتمكينهم بالمال والعتاد إضافة إلى العديد من العائلات والأسر الصحراوية تم اختطافها من داخل بيوتها وخيمها، و اقتيادها قسرا شيوخا و أطفالا و نساء من مدينة العيون و السمارة و بوجدور و الداخلة و اريافها على يد العسكر الجزائري قبل انطلاق المسيرة الخضراء بأيام قليلة، ومن تم أصبح جنرالات الجزائر يحلمون و يعدون العدة لهجوماتهم المسلحة و اليائسة على المواقع العسكرية المغربية . بقلب صحراءنا المسترجعة بمؤازرة تلامذتهم مرتزقة البوليساريو. منطلقين من أراضيهم بالتراب الجزائري و كأنهم في محاكاة لتلقينهم دروسا تطبيقية على أرض الواقع . فقاموا يوم 28 و 29 من شهر يناير سنة 1976 بمهاجمة منطقة امكالا بثلاثة ألوية من الجيش الجزائري، و عناصر من المرتزقة على ثلاث جبهات ( امكالا .المحبس .التفاريتي ).ثم بعدها تم يوم 14 و 15 فبراير من نفس السنة، مهاجمة واحة امكالا بعد امكالا الأولى، وقد دارت المعركة بين قوات الجيش الملكي المغربي وفرق القوات العسكرية الجزائرية الخاصة، بقيادة الگايد صالح الذي كان يقود العمليات، حيث مني العسكر الجزائري و معه مرتزقة البوليساريو، بخسائر فادحة لم تكن لهم في الحسبان فمات منهم العديد، ومن لم يمت تم اسره او هروبه كالگايد صالح، و اغتنام أسلحة ومعدات عسكرية باهضة القيمة منها ما تم إعطابه و منها ما تم التخلي عنها اضطراريا، و بذلك اصبح اسم الجزائر حاضرا في هذا النزاع المفتعل، و الأمكى من ذلك و الذي لا يمكن تصوره هو ترحيل النظام الجزائري لأكثر من ألفي جندي مغربي أسير، أسروا خلال المعارك بأقاليمنا الصحراوية المسترجعة، إلى معتقلات عسكرية بالجزائر، منها معتقل قاعدة بوغار العسكرية، فمنهم من اقدم على الانتحار وقد وصلت حصيلة الوفايات بعد قضائهم سنين قابعين بمعتقلاتها إلى 1448 متوفي. فبأي حق يتم ترحيلهم وقتلهم في بلد يتملص من مسؤوليات ما يقع على أراضينا الصحراوية، و في ظروف يسودها الصمت التام حول هذه الواقعة، التي أصبحت عارا على هذا الوطن لأنهم مغاربة ؟؟
ومواصلتهم لاطروحاتهم الاستفزازية، شائت الأقدار في غضون شهر أكتوبر من سنة 2020، ان يدفع النظام العسكري الجزائري بمجندين من شرذمة مرتزقة البوليساريو متنكرين بألبسة مدنية محتمين بنساء، إلى منطقة الكركرات لعرقلة المعبر الطرقي الدولي ومحاولة الإخلال بالأمن العام، للعديد من الدول التي يشكل لها معبر الكركرات شريان الحياة الاقتصادية، و تدفق السلع والمواد الأساسية لها، فكانت خيبة املهم كبيرة ورجعوا على اعقابهم خاسرين مذعورين، و منذ ذلك الحين والنظام العسكري الجزائري يتربص لاقتناص الفرصة، فكانت المنطقة الحدودية الشرقية مسرحا لها، حيث تطاول فصيل من العسكر الجزائري يرأسه جنرال حسب إفادة الساكنة في أوائل الشهر الجاري، إلى اختراق أراضينا ليقوموا بتهديد الفلاحين البسطاء متوعدينهم بالاعتقال وامهلوهم مدة زمنية اقصاها تاريخ 18 الجاري، لاخلائهم دورهم و التخلي عن ضيعاتهم، التي ورتوها عن أجداد أجدادهم و عن كل ماهو علق بها من خيرات .
و من خلال هذه السطور نشيد بحكومتنا و بفطنتها للحيل الماكرة لجنرلات العسكر الجزائري .