الرئيسية أحداث المجتمع هشاشة المناعة الثقافية عند المتلقي العربي و مواجهة الحرب الإعلامية الحديثة.

هشاشة المناعة الثقافية عند المتلقي العربي و مواجهة الحرب الإعلامية الحديثة.

IMG 20251025 WA0365
كتبه كتب في 25 أكتوبر، 2025 - 10:11 مساءً

بقلم:محمد الموستني

في عصرنا الحاضر تعرف الحرب تغييرا جدريا من حيث الوسائل المستعملة فيها، لقد كانت الحرب بوسائل قد نعتبرها تقليدية مقارنة مع وسائل اليوم التي أصبحت في راي الكثير من أصحاب القرار بما فيهم السياسيين الذين أكدوا حقيقة هذا التغيير. لقد كانت الحرب بالسيف والبندقية والصاروخ والطائرة والقنبلة ، واليوم الحرب أصبحت تكتسي صيغة أخرى بوسائل التواصل الاجتماعي ولم تعد بمفهومها التقليدي بالسلاح بل بالعقل والوعي والراي .
ان هشاشة المناعة الثقافية لدى المتلقي العربي أصبحت تشكل خطرا كبيرا في الفضاء السياسي لكونه أصبح عرضة لتلقي أفكار ومقولات غير حقيقية وغير ناضجة وملفقة فتتسرب اليه بقوة وتترسخ في عقله وفكره دون مقاومة فكرية تحليلية نقدية.
مما لا شك فيه أن الحرب اليوم أصبحت حرب الادراك في شموليتها من حيث مفهومها الحديث وليست عسكرية كما عهدناها من قبل فتخدم أهدافا سياسية واقتصادية وايديولوجية وليست التدمير والقتل هدفها توجيه العقول وصناعة الراي العام . ومن هذا المنطلق أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الساحة الأرحب والأوسع لهذه الحرب حيث يتم عبرها بث الأقوال والشائعات وقصور المشاهد وتشكيل المواقف وتحريك الأراء. بل أكثر من ذلك صناعة أحداث ربما لم تكن قد وقعت وليس لها أثر على أرض الواقع وقد تكون من صنع الخيال.
ونحن نعيش هذه الوضعية في عالمنا العربي التي يمكننا أن نعتبرها افه اجتماعية كونية ما بالكم اذا تحقق بث الأنترنت من الفضاء وأصبح غير متحكم فيه من طرف الحكومات فيصبح عالميا و عابرا للحدود وهذا ما أوضحت بعض الدراسات حول السباق السريع في هذا المجال علما أن هذا التطور يشكل وعيا للجمهور وفق مصالح القوى التي تدير الفضاء الرقمي.
من هذا المنطلق نجد المتلقي العربي تعرض لكم هائل من المعلومات يوميا ومع ذلك يفتقر الكثير من المتلقين العرب الى المناعه الفكرية التي تمكنهم من التمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة هذا الافتقار الى المناعة الفكرية يجعلهم أكثر عرضة للتاثير السلبي من الحرب الاعلامية.
ان الأسباب المحتملة في فقدان المناعة عند المتلقي العربي تتمحور في عدم وجود تعليم اعلامي كافي يمكن المتلقي من تحليل وتقييم المعلومات التي يتلقاها وكذا الاعتماد على مصادر اعلامية غير موثوقة ، وعدم التحقق من صحة المعلومات بما فيه الكفاية، ناهيك عن الانغماس في العواطف والانفعالات دون اللجوء الى التفكير النقدي يمكن أن يؤدي الى اتخاذ قرارات غير صائبة.
من خلال ما ذكر سالفا نجد تاثير فقدان المناعة الفكرية على الواقع العربي و فقدانها عند المتلقي العربي لها تاثيرات خطيرة على الواقع السياسي والاجتماعي، يؤدي ذلك الى التاثير على الراي العام وتشكيل راي عام مضلل مما يمكن أن يؤثر على القرارات السياسية والاجتماعية كما يمكن أن يؤدي الى تقويض الاستقرار السياسي والاجتماعي في الدول العربية.
ان فقدان المناعة الفكرية عند المتلقي العربي يعد تحديا كبيرا في مواجهة الحروب الاعلامية الحديثة ، ومن أجل مواجهة هذا التحدي وذلك بتغيير الوعي الاعلامي والتعليم النقدي، بالاضعافة الى ذلك يجب على وسائل الاعلامي أن تتحمل مسؤوليتها في تقديم معلومات دقيقة وموثوقة من خلال العمل المشترك الذي يمكن أن يعزز المناعة الفكرية للمتلقي العربي وتمكينه من مواجهة التحديات الاعلامية باعتبارها حرباحديثة يجب التصدي لها لكونها أصبحت مفروضة تحتل الوعي البشري وتؤثر عليه.

مشاركة