صوت العدالة- عبد السلام العزاوي
تطرقت ندوة نظمت بمدينة طنجة، يوم السبت 27 يناير 2024، حول موضوع: الأسر العلمية بطنجة وانجرة نماذج واثار في ترسيخ قيم الوحدة والتماسك.والتي عرفت مداخلات لمجموعة من الباحثين والأكاديميين، وفي مقدمتهم الدكتور محمد سعيد الحراق المدير الجهوي للشؤون الإسلامية بالشمال، الدكتور عمر مكوري مدير مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بطنجة، إلى العديد من الأسر، ويتعلق الأمر: بالأسرة الصديقية، والأسرة الكنونية، فاسر سكيريج، والموذن الجزيري، وابن تاويت، والسميحي، وبوزيد، والوسينية، فال البقالي وأثارهم العلمية بطنجة والنواحي.
فقد سلط الأستاذ أيوب بروحو، في مداخلته الضوء على الأسرتين العلميتين البقاش والريغيوي، معتبرا أسرة البقاش، الذائعة الصيت، التي جعلت من انجرة دارا ومقاما لها، أتت من بلاد الأندلس، وهناك من يرجع نسبها إلى الإمام عمر بن إدريس الأزهر دفين زرهون، وهناك من يرجع نسبها إلى قبيلة بني مصور، والبعض الأخر أرجعه إلى قبيلة عمارة.
وتوقف الأستاذ أيوب بروحو، على علمين بارزين من أسرة البقاش العالمة، التي كانت تتعاطى بالدرجة الأولى إلى علوم القراءات، ويتعلق الأمر، بالأستاذ سيدي محمد بن حمان البقاش، و الأستاذ عبد السلام البقاش، المترجم لكتبه بنفسه، المعروف بكثرة تأليفه ونشره بمجلة الميثاق، متوقفا على مخطوطه الرائع والمتميز، الذي في حالة طبعه سيغني الخزانة الوطنية المغربية، و الذي عرف فيه بالفقيه المقرئ الحاج محمد البقاش الإدريسي الحسني، المعرف بقبيلة انجرة وبأعلامها.
كما تقدم الأستاذ أيوب بروحو، بشكره الخاص للأستاذ عمر البقاش، العدل بابتدائية طنجة، الذي فتح له باب مكتبة والده العلامة عبد السلام البقاش، مما جعله يطلع على مؤلفات سيدي محمد بن حمان البقاش، خاصة المتعلقة بتاريخ قبيلة انجرة.
واعتبر الأستاذ أيوب بروحو، أسرة الرغيوي من الأسر الانجرية الضاربة في عمق تاريخ المنطقة، التي برز منها علماء ونبغاء، وقعوا على حضور متميز وقوي داخل الحقل العلمي بالمنطقة، مع امتهانهم للتوثيق العدلي.
من جهته ابرز الدكتور عبد الله عبد المومن، بكون ذكر الأعلام، يساهم في حماية الذاكرة الوطنية، بحكم مساهمة الأسر، في نشر العلم وبث قيمه، وجمع الناس على كلمة واحدة، وعقيدة واحدة، وفقه واحد، مساهمين بذلك في بناء حضارة إنسانية. خاصة والباري جل وعلا، ربط بين العلم والايمان، وجعل العلم واسطة بين الإيمان.
وابرز الدكتور عبد الله عبد المومن، بكون دواعي نشأة الأسر، لا تخرج عن خاصية ربانية عرفت بعلم معين والإخلاص والتفاني في حب العلم والدعاء الخالص لله تعالى.

