الرئيسية آراء وأقلام نبش في الذاكرة التاريخية لوادي زم

نبش في الذاكرة التاريخية لوادي زم

IMG 20220318 WA00522
كتبه كتب في 18 مارس، 2022 - 10:33 مساءً

بقلم: يوسف الرامش

انتفاضة وادي زم في 20غشت 1955 : العبر والدلالات
في يوم السبت 20 غشت 1955 ، تجمع سكان السماعلة وبني سمير وبني خيران في زنقة سوق الاثنين مع المقاومين للتظاهر ضد المستعمر الفرنسي ، وبالمقابل أعطى المسؤول الاعلى الفرنسي الاوامر لاستعمال الاسلحة وقتل كل متظاهر ، فاستشهد العديد من السكان في مجزرة للقو ات الفرنسية بحق المتظاهرين من أبناء مدينة وادي زم.
وانطلقت المواجهات بين الثوار والقوات الفرنسية على نطاق واسع، وتم استعمال جميع الأسلحة المتاحة النارية والبيضاء ، فأحرق الثوار المطاحن المعروفة بمطاحن ليندا ، وقاموا بتطويق مقر القيادة المحلية واجتاحوا مستشفى المدينة، وتم قتل كل الفرنسيين هناك . بالمقابل فالتعزيزات العسكرية الفرنسية انطلقت من فاس وتادلة الى وادي زم على وجه السرعة منها 35 شاحنة و40 سيارة جيب مجهزة بالرشاشات ،اضافة الى طائرات عسكرية قدمت من القاعدة العسكرية بمكناس.
جميع هذه التعزيزات العسكرية كانت غير قادرة على التحكم بالمدينة وتهدئة الثوار ، خصوصا بعد اندلاع الثورة بمناطق اخرى قريبة كمناجم الحديد بايت عمار شمال غرب وادي زم – تقع في بني خيران على بعد 30 كيلومتر من وادي زم – . القوات الفرنسية استعملت كل الوسائل لقتل وتعذيب ثوار وساكنة وادي زم ، الجنرال دوفال DUVAL أعطى أوامره بجمع كل ساكنة وادي زم دون استثناء لاعدامهم . وبالتالي تم جمع السكان في – بير لجهر- باتنظار التنفيذ ، لكن لحسن الحظ أن الطائرة التي كانت تقل الجنرال “دوفال”، وكانت في طريقها إلى وادي زم سقطت وانفجرت في منطقة جبلية نواحي خنيفرة يوم 22 غشت 1955. وقد بلغ عدد الشهداء 5000 آلاف تقريبا وسط تعتيم إعلامي من طرف الفرنسيين ، والذي بلغ عدد ضحاياهم بضع مئات .
وقد اعتبرت انتفاضة وادي زم من أخطر الانتفاضات التي عرفها المغرب ، بل مهدت في اندلاع شرارة الثورة ضد المستعمر الفرنسي ، والذي عمل على إعدام العديد من المقاومين الوادزاميين ونذكر منهم الشهيد بن داود الغزواني ومحمد بن عيادة وبولال عباس والهلالي بن اسماعيل وسامي بن احمد بن عبد القادر وامزالي الحاج محمد وغيرهم ، واستشهد ما يفوق 5000 مقاوم من وادي زم من الرجال والنساء
لكن.. مدينة الشهداء لم تستفد من الاستقلال الشيء الكثير ، ولم تستفيد من برامج التنمية ، بل ان استفادة المدينة و المنطقة من الاستقلال جاء بنتائج عكسية تماما حيث التهميش والاقصاء

مشاركة