الرئيسية آراء وأقلام ” مونديال قطر التاريخي من زاوية أخرى ” :

” مونديال قطر التاريخي من زاوية أخرى ” :

IMG 20221128 WA0069.jpg
كتبه كتب في 28 نوفمبر، 2022 - 8:03 مساءً

بقلم : اشرف مومني.

أجمل ما في هذا المونديال 2022 أنه سيبقى تاريخيا بسبب عدة عوامل ، أولها أنه كسر الصورة النمطية في أن الدول العربية هي دول مستهلكة فقط متفرجة تفتقر الإبداع و الإدارة و التميز ، و جودة التنظيم على جميع المستويات تجعل هذه التظاهرة الرياضية الدولية تسطع عاليا براية و أرض وعقول عربية و تحقق نسخة قياسية حصرية ، و سيكون من الصعب إن لم نقل المستحيل تكرار نسخة بهذه الإحترافية رغم كل حملات التشويش التي تتعرض لها قطر غيظا وحسدا من الدول الغربية المنافقة.

أكبر ربح لن يقدر بثمن هو كسر الصورة النمطية عن العرب و المسلمين و ما قامت به قطر هو ” ReBranding ” أبان عن حقيقة الإسلام و العرب و صفات التعايش و السلام و السلم و كرم الضيافة و الاصالة و المعاصرة والفخر بالتاريخ و الاسلام و التقدم الراهن على عدة مستويات ، كما أن قطر واهم من يعتقد أنها صرفت 220 مليار لكي لا تربح أكثر .. لقد استثمرت في 10 سنوات قادمة عبر جعل هذه الدولة محبوبة و مرغوب في زيارتها سواء لمن زارها أو 5 ملايير شاهدت عبر التلفاز و الإعلام و ستجني الارباح الحقيقة مستقبلا عبر المدى المتوسط و البعيد بعد كسب ثقة تنظيم أكبر تظاهرة بشرية عالمياً ! .

الجميل و المحزن في الامر هو أن كل العالم يعتقد و ينظر الى عرب كجسد واحد يجب أن لا يصح من العلل لأنه سيشكل قوة عظمى إذا قام كل عضو منه بالدور المناط به .. و لكم تخيل لو توحد العرب من الخليج الى المحيط الاطلسي، ماذا كان سيتحقق على جميع النواحي: ( رياضيا ، اقتصاديا ، سياسيا .. و عسكريا . ) المؤسف هو أن الدول الغربية تعي نقطة القوة هذه .. في حين بعض الدول العربية لا زالت تترك هذه التفاصيل و همها الشغل الشاغل هو تمزيق هذا الجسم العربي الذي يحتاج فقط علاجا ثم ترتيبا للأوراق .. و تفرح لعدم تسجيل دولة عربية ” هدفها ! “

إثنان لا يتعلمان الخجول و المتكبر : .. و الاخطر منهما هو ” الجاهل ” ، قطر رغم كل قوتها استعانت بعقول من مختلف الجنسيات لتحقيق أهداف قابلة للقياس و التدوين في كتب غينيس ، ولكم تخيل لو توحد المغرب العربي و فكر بعقل استراتيجي مغربي ، و تحرك عسكريا و اقتصاديا بوقود ليبي و جزائري و بنية بشرية موريتانية و تونسية مع توحيد الحدود و المعاملات البحرية و الطبيعية و المالية .. كان الصعب علينا سيسهل على الجيران و العكس صحيح، و كان المستحيل سيصبح حقيقة ، و الشعوب المغاربية ستنعم بخير لا مثيل له بدون شك لو تم وضع الضغائن و الأحقاد جانبا..

و لكم تخيل حجم الفكرة لو عمت دول الخليج أو كل من يعتنق الإسلام ! لكن مع الاسف الشديد الإستعمار غير المباشر اصعب و اخطر لانه لا يبسط نفوذه ليس بالسلاح و لكن بالورق و القلم .و الإعلام و المكر و الخديعة و التآمر .. وهذه خصال الغرب و المستعمر و بعض ” الأعراب من العرب ” الذين لا زالت بطباعها الخديعة و الغدر و المكر وهذه الفئة حقيقة مفروضة على مر التاريخ.

كرة القدم وحدت الانظار .. و هنيئا للمنتخب الوطني .. و كان الفوز الحقيقي سيكون أروع لو انتصرنا ايضاً على الفساد و الرشوة و البطالة داخل ملاعب مغربنا … وحققنا اهدافا لصالح الصحة و التعليم و العدل و النمو .. و عملنا كلنا كفريق من اجل تحقيق هذه الاهداف الحقيقية .. كي لا نخرج من مونديال النمو و التقدم باكرا من الدور الأول .. بذل التنافس على من يدمر الآخر أكثر و يفرح لهزيمته .. و التنافس على من ابتكر هذه الزليجة و هذا الصفر أولا ولازمه !

مشاركة