الرئيسية أخبار فنية مولود الأحمدي الشاعر والطاقة التي  لاتنضب

مولود الأحمدي الشاعر والطاقة التي  لاتنضب

IMG 20220410 WA0015 1.jpg
كتبه كتب في 10 أبريل، 2022 - 2:58 مساءً


صوت العدالة- محمد البوزيدي
بعفويته المطلقة  و لسانه الحساني الفصيح ، و كعبه العالي في الشعر الحساني ، ودرايته الواسعة بالثقافة الحسانية ، وثقافته العالمة كطالب باحث  متخصص في  تدبير مهن الفن والثقافة ،  وأستاذ ممارس   للتربية والتعليم من داخل القسم ، يطل علينا الأديب الألمعي محمد مولود الأحمدي للموسم السابع تواليا من نافذة البرنامج الرمضاني  سباق القوافي  ، الذي تبثه قناة العيون  إلى جانب برامج ثقافية و أدبية  أخرى .
إن المشاهد لمحمد مولود الأحمدي وهو يتحرك بثقة تامة رابطا بين الفقرات من داخل بلاتو برنامج سباق القوافي باعتباره  برنامجا ذا تصوير داخلي ، و خلفية و ديكور ثابتين ، يكتشف سر هذا التألق ، فمقدمو البرامج ذات التصوير الداخلي عادة ما تكون تحركاتهم داخل لبلاتو حذرة جدا ، قد يصل الحذر فيها أحيانا  إلى الوقوع في فخ التصنع أو الارتجال ، وأغلبهم يلزم مكانا واحد في نقطة المنتصف كما هو الحال في برنامجي (الفيش)  و (الجمل بما حمل)  ، وإن كنا نلمس فيهما  تصنعا في بعض المحطات يشمل نطقا غير صائب لبعض المفردات الحسانية ، أو التعامل مع المتبارين والضيوف بنوع من التكلف غير المقصود الذي تفرضه طريقة التعامل مع الظرف الآني ، هذا ليس استنقاصا من أحد بطبيعة الحال ، إلا أنه والحق يقال فمعظم مقدمي البرمج بقناة العيون شباب وشابات مميزون ومثقفون ويمتلكون حضورا مستحبا ، ومع ذلك يبقى محمد مولود الأحمدي متفردا بجميل أسلوبه السهل الممتنع في التقديم ، فلا غرو إن كان ذا نطق سليم للحسانية  وهو المجبول على حياة البادية  منذ صغره وحتى يومنا هذا ، إذ لا زال يملك ارتباطا وثيقا بالصحراء حيث الأصالة والبساطة و الفصاحة ، ومما ساهم في تفرد شاعرنا من خلال برنامج سباق القوافي حركات الجسد التي ما فتئ يقوم بها من داخل لبلاتو  ، والتي تتماشى و تتماهى مع منطوقه من الكلمات الموزونة والمنثورة ، فهذا لعمري لهو الإبداع بحق.
ما نخلص إليه من تقديم الأديب الألمعي محمد مولود الأحمدي  هو أن المعاهد الإعلامية و الإذاعية المختصة بالتقديم الإذاعي أو التلفزي ليست وحدها من يتخرج على يدها ثلة من مقدمي  ومنشطي البرامج ، بل هناك أسرار أخرى قادرة على إعطائنا مقدمين ومنشطين بنفس المعايير حتى وإن لم يدلفوا يوما أبواب المعاهد المختصة ، ولكم إسوة في هذا الفتى البيظاني القادم من سهول بئر انزران و مسالك إنجديلن بشمال تيرس ، والذي أكد لنا أن العفوية والتواضع هما  سر النجاح في أي شيء.

مشاركة