صوت العدالة- محمد البوزيدي
بعفويته المطلقة و لسانه الحساني الفصيح ، و كعبه العالي في الشعر الحساني ، ودرايته الواسعة بالثقافة الحسانية ، وثقافته العالمة كطالب باحث متخصص في تدبير مهن الفن والثقافة ، وأستاذ ممارس للتربية والتعليم من داخل القسم ، يطل علينا الأديب الألمعي محمد مولود الأحمدي للموسم السابع تواليا من نافذة البرنامج الرمضاني سباق القوافي ، الذي تبثه قناة العيون إلى جانب برامج ثقافية و أدبية أخرى .
إن المشاهد لمحمد مولود الأحمدي وهو يتحرك بثقة تامة رابطا بين الفقرات من داخل بلاتو برنامج سباق القوافي باعتباره برنامجا ذا تصوير داخلي ، و خلفية و ديكور ثابتين ، يكتشف سر هذا التألق ، فمقدمو البرامج ذات التصوير الداخلي عادة ما تكون تحركاتهم داخل لبلاتو حذرة جدا ، قد يصل الحذر فيها أحيانا إلى الوقوع في فخ التصنع أو الارتجال ، وأغلبهم يلزم مكانا واحد في نقطة المنتصف كما هو الحال في برنامجي (الفيش) و (الجمل بما حمل) ، وإن كنا نلمس فيهما تصنعا في بعض المحطات يشمل نطقا غير صائب لبعض المفردات الحسانية ، أو التعامل مع المتبارين والضيوف بنوع من التكلف غير المقصود الذي تفرضه طريقة التعامل مع الظرف الآني ، هذا ليس استنقاصا من أحد بطبيعة الحال ، إلا أنه والحق يقال فمعظم مقدمي البرمج بقناة العيون شباب وشابات مميزون ومثقفون ويمتلكون حضورا مستحبا ، ومع ذلك يبقى محمد مولود الأحمدي متفردا بجميل أسلوبه السهل الممتنع في التقديم ، فلا غرو إن كان ذا نطق سليم للحسانية وهو المجبول على حياة البادية منذ صغره وحتى يومنا هذا ، إذ لا زال يملك ارتباطا وثيقا بالصحراء حيث الأصالة والبساطة و الفصاحة ، ومما ساهم في تفرد شاعرنا من خلال برنامج سباق القوافي حركات الجسد التي ما فتئ يقوم بها من داخل لبلاتو ، والتي تتماشى و تتماهى مع منطوقه من الكلمات الموزونة والمنثورة ، فهذا لعمري لهو الإبداع بحق.
ما نخلص إليه من تقديم الأديب الألمعي محمد مولود الأحمدي هو أن المعاهد الإعلامية و الإذاعية المختصة بالتقديم الإذاعي أو التلفزي ليست وحدها من يتخرج على يدها ثلة من مقدمي ومنشطي البرامج ، بل هناك أسرار أخرى قادرة على إعطائنا مقدمين ومنشطين بنفس المعايير حتى وإن لم يدلفوا يوما أبواب المعاهد المختصة ، ولكم إسوة في هذا الفتى البيظاني القادم من سهول بئر انزران و مسالك إنجديلن بشمال تيرس ، والذي أكد لنا أن العفوية والتواضع هما سر النجاح في أي شيء.
مولود الأحمدي الشاعر والطاقة التي لاتنضب
كتبه Srifi كتب في 10 أبريل، 2022 - 2:58 مساءً
مقالات ذات صلة
22 أبريل، 2024
مسرح الحي يعود بعد 27 عاما بمسرحية جديدة تحمل بصمة شبابية
بعد 27 عاما من الغياب، يعود مسرح الحي ليضيء خشبات المسرح المغربي مرة أخرى. اشتهر المسرح خلال التسعينيات بتقديم عروض [...]
21 أبريل، 2024
الفنان غيث الهايم .. يهيم عشقاً في ” روما”
بعد أن تغزل بمدينة الضباب من خلال أغنية ” لندن ” عاد ألينا الفنان غيث الهايم من جديد ، ليتنقل [...]
14 أبريل، 2024
السينما والجامعة : تحديات وآفاق، عنوان ندوة علمية بجامعة سطات.
صوت العدالة- عبدالنبي الطوسي تنظم كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية وجامعة الحسن الأول بسطات ندوة علمية بعنوان السينما والجامعة : [...]
28 مارس، 2024
“يسرى اطويل: نجمة المسرح المغربي تتلألأ في سماء الإبداع
يسرى اطويل، اسم يتردد في أروقة المسرح المغربي بصدى يعكس الإبداع والتجديد. فمن خلال مسيرتها الفنية، استطاعت أن تحفر اسمها [...]