أعمر امحمد- صوت العدالة
في هذه الأيام يزورنا ضيف ، ننتظره بفارغ الصبر ، لأنه أحد كنوزنا ويجب الحفاظ عليه . الجميع في “تمازرت” ينتظرون موسم “أدرنان”. ها هو ، قد زارنا اليوم في فوزارت ، ونحن في الأسبوع الأخير من شهر يناير. تنتظر كل قبيلة ودوار من “أدرار” بفارغ الصبر دورها. الإسفنج ورائحة الحلوة وخبز تفرنوت و “أركان” يعطر كل زوايا الدوار ، هذا الموسم يغرس ثقافة التآزر والأخوة بين القبائل ودواير “أدرار” ، وينقي القلوب حتى تصبح بيضاء مثل أزهار اللوز. في هذه الوقت من السنة .
تم تزيين جميع البيوت لاستقبال الضيوف ، وانخرط الجميع في تحضير وليمة “إدرنان”. و تزينت الموائد بجميع أنواع الطعام ، بما في ذلك الإسفنج وخبز تافرنوت والكسكس والأركان وطاجين لحم الماعز والسمن والعسل. ابتسم الجميع وابتهجوا بقدوم موسم “إدرنان” وهم يتبادلون أطراف الحديث.
ها هو الجد يروي تاريخ هذا التراث لأبنائه وأحفاده ، ويحثهم على الحفاظ عليه من الانقراض كما فعل سيدي “محمد العجلي” في القرن الثالث عشر الهجري الذي أحياه بعد أن اختف فترة من الزمن. موسم “إدرنان ” ينفض الخلافات بين القبائل ، ويحيى التآزر والتآخى و التعاون على المصالح ،ابتهج الأطفال بقصة الجد ، وسمعت في الأرجاء زغاريد النسوة ، وقد زيّن بالزي التقليدي للمنطقة. اجتمعوا حول الموقد ، يجهزْن الأطباق الخاصة بإدرنان و يرددون الأغاني الأمازيغية الخاصة بموسم “إدرنان”، وفي المساء ينطلق فن “أحواش” حتى وقت متأخر من الليل….
