الرئيسية أحداث المجتمع مواطنون منسيون بإقليم الخميسات ظلوا لسنوات خارج اهتمامات المسؤولين

مواطنون منسيون بإقليم الخميسات ظلوا لسنوات خارج اهتمامات المسؤولين

IMG 20180325 WA0018
كتبه كتب في 25 مارس، 2018 - 5:04 مساءً

 

 

صوت العادلة – ياسين الحاجي

 

يعتبر، إقليم الخميسات الواقع شرق العاصمة الإدارية للمملكة الرباط و الممتد على مساحة تقدر ب 8305 كلم مربع و بساكنة تقدر ب 542.025 نسمة حسب الإحصاء العام للسكان لسنة 2014 (يُعتبر) من الأقاليم الفقيرة التي تعاني من نقص في المشاريع التنموية، التي ظل السكان ينتظرونها على مدار سنوات، خاصة القرى النائية التي تغيب فيها مختلف مظاهر التمدن، بل يعتبر سكانها أنفسهم منسيين.

و تقع مدينة الخميسات التي تعد عاصمة الإقليم في ذيل لائحة اهتمامات المسؤولين المتوالين على مراكز صناعة القرار بالجهة، حيث لازالت جل أحيائها تعاني مشاكل لا حصر لها، على غرار غياب المشاريع التنموية، من طرقات، و حي صناعي، ومنشآت، والتجهيزات الضرورية و الأساسية.

و بالرغم من حصيلة المشاريع المنجزة على مستوى الإقليم و التي تم التطرق لها عقب لقاء تواصلي انعقد بعمالة الخميسات (يومه الخميس 15 مارس) بحضور والي الجهة و عامل الإقليم و رئيس مجلة الجهة و رئيس المجلس الإقليم فإن ساكنة المدينة تطالب السلطات المعنية بتجسيد البرامج التنموية والقضاء على المشاكل التي يعيشها المواطنون و التي تقض مضجعهم بشكل مستمر.

وفي هذا الصدد، راسلت حوالي عشرة جمعيات من المجتمع المدني رئيس جماعة الخميسات و ذلك قصد إدراج شوارع و أزقة الأحياء المتضررة و الناقصة التجهيز و التي تحتاج إلى الترميم و التزفيت في برنامج تأهيل مدينة الخميسات، حيث يأمل رؤساء و ممثلي هاته الجمعيات من الجهات الوصية التفكير مليا في كيفية معالجة مطالبهم و إنهاء معاناتهم اليومية.

كما يشكوا العديد من المواطنين بالجماعات القروية بالإقليم من مشكل الإنارة و التزود بالكهرباء و مشكل التزوّد بالمياه الذي قالوا عنه إنه أرقهم، وأنهم يشترون المياه الصالحة للشرب والتي يزداد عليها الطلب خصوصا في فصل الصيف، وهذا ما جعلهم يتكبدون مصاريف كبيرة لاقتناء هذا العنصر الحيوي، ويأمل المواطنون من الجهات الوصية التفكير مليا في كيفية معالجة هذا المشكل لإنهاء معاناتهم مع رحلة البحث عن الماء.

معاناة سكان هذه الجماعات لا تنتهي عند هذا الحد فهناك مشاكل أخرى يشتكون منها على غرار مشروع التطهير في بعض القرى و الدواوير الذي لم يستفيدوا منه منذ عقود ما جعلهم يجبرون على استعمال الحفر التقليدية والربط العشوائي لوصل منازلهم بقنوات الصرف الصحي دون دراسة لقضاء حاجتهم البيولوجية، إلا أن هذه الطرق أصبحت تهدّد صحتهم ومحيطهم بسبب انتشار الروائح الكريهة والمقززة التي ساهمت في تكاثر الحشرات الضارة وعلى رأسها الذباب والناموس الذي حوّل لياليهم إلى كابوس ووضع صحتهم في خطر، وأوضح السكان أنهم رفعوا عديد الشكاوى والمراسلات من أجل الاستفادة من هذا المشروع إلاّ أن انشغالهم كالعادة لم يؤخذ بعين الاعتبار رغم أهميته القصوى في حماية صحة المواطن والبيئة، غير أن مسؤولي لم يكترثوا لذلك بسبب سياسة المماطلة والمحسوبية التي عطلت عجلة التنمية.

أما عن الطرقات الداخلية بمدينة الخميسات فحدث ولا حرج، فهي تعاني من كثرة الحفر والمطبات خاصة على مستوى حي الوحدة (السرغيني سابقا) و حي السعادة و حي حليمة و الكرامة و الفرح و على مستوى شارع الصحراء المغربية و ابن زيدون و العلويين، أما الطرق الإقليمية و الجهوية الرابطة بين الجماعات فهي متدهورة وبمجرد سقوط الأمطار تغرق في الأوحال والطين، ما يعيق من حركة السير في فصل الشتاء، وينتظر السكان من السلطات المعنية تخصيص غلاف مالي لتعبيد الطرق وتهيئتها للتقليل من المعاناة.

أما عن فرص العمل في هذه المدينة المنسية، فإن شبابها يعانون من البطالة، الأمر الذي دفعهم للهجرة واللجوء إلى المدن المجاورة و المناطق المتاخمة للبحث عن عمل يضمن لهم العيش وإعالة ذويهم في تلبية متطلبات ومستلزمات الحياة، وقالوا إن الحياة والظروف الصعبة أرغمتهم على الابتعاد عن ذويهم لعدة أشهر.

و صرح عدد من شباب مدينة الخميسات ممن ألتقتهم “صوت العدالة” أن المرافق و التجهيزات الرياضية تكاد تكون منعدمة وقالوا إن انعدام مثل هذه المرافق جعل الشباب يعيشون فراغا وركودا مملا وهو ما يعرضهم إلى مخاطر المخدرات والآفات الاجتماعية التي تتربص بهم، ما يتطلب التفاتة السلطات المحلية لتسجيل مشاريع تجسيد ملاعب القرب و القاعات الرياضية للترفيه عنهم، مذكرين المجلس الجماعي بوعودهم التي أطلقوها خلال الحملة الانتخابية قصد تخليصهم من الفراغ.

تبقى الإشارة إلى أن ساكنة الإقليم لا زالت تنتظر ساعة الفرج رغم التهميش وسياسة اللامبالاة التي رمت بكل تداعياتها على نفسية ومعيشة أهالي مدن و مداشر و قرى إقليم الخميسات وأثرت سلبا على مستقبل شبابها وكسرت من طموح متمدرسيها ليجد المواطن الساكن بالأرياف نفسه وسط دائرة التخلف والإهمال.

مشاركة