الرئيسية رياضة من له مصلحة في اتساع الهوة بين المغرب وتونس؟

من له مصلحة في اتساع الهوة بين المغرب وتونس؟

hamdy
كتبه كتب في 7 يونيو، 2019 - 2:54 مساءً

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

يركب حاليا بعض سياسيي تونس على حبل الخلاف العادي والطبيعي الذي وقع حول اللقاء الكروي بين الوداد المغربي والترجي التونسي،وهذا أمر يرجع لذوي الاختصاص ،الذين اتخذوا فيه القرار النهائي.
هؤلاء وهم قلة طبعا،استغلوا الوضع لصالحهم،وألبسوه جلباب سياسي قذر،ساعدتهم في ذلك شرذمة من الانفصاليين،المنبوذين من طرف الشعوب الحرة،غاليتهم في ذلك،زرع الفتن وتوسيع هوة الخلاف بين شعبين عريقين،لهم علاقات متينة يسجلها التاريخ وتشهد عليها الجغرافيا. خلاف وظفوه لأغراض انتخابية ،في الوقت الذي تراجعت شعبيتهم بسبب فشلهم في تدبير الشأن العام التونسي،لكن،الذي حصل،هو أن الشعب التونسي بات يعلم الآن ،أن هناك أيادي آثمة تحرك الملف،وتزكي الخلاف،وتحاول السيطرة على البلاد من داخل فريق كروي كان من المفروض أن يكون مستقل عن اللوبي السياسي،البقية المتبقية من حكم بنعلي.
وفي تتبعنا لمجموعة من المقالات والتدوينات،ظهر لنا جليا،تغيير في الخطاب في ظرف وجيز،بعدما كانت لغة التهديد والتحقير والعداوة والكراهية ،أصبحت لغة العروبة والدين واللغة والتاريخ والمصالح،فهم التونسيون أن الكرة مجرد لعبة ،تنتهي مع صفارة الحكم،لكن رابطة الدم والدين واللغة والتاريخ مستمرة وستستمر أحب من أحب وكره من كره.ووجهوا سهامهم أخيرا الى ادارة الترجي،التي اخترقها سياسيون ،لا هم لهم سوى تكريس أساليب الحقد والتفرقة بين شعبين شقيقين.
فالساسة بتونس،تاريخيا،اعتمدوا على الكرة لاكتساح الشعب التونسي،لعلمهم الكبير بحب “توانسة” للكرة،وفعلا استطاعوا تحقيق انتصارات مهمة ،أوصلتهم لمراكز القرار،حتى أن الربيع العربي،لم يتوفق في زحزحتهم من مراكزهم ،فتحولوا الى سرطان ينتشر بسرعة داخل الجسم التونسي السليم،واليوم ،بعد وضوح الصورة،والفشل الذريع الذي عرفته المؤسسات التي يشرفون عليها،لم يبقى أمامهم إلا لعب آخر أوراقهم الخبيثة لاسترجاع ثقة الناخب وتحريك شعوره القومي لصالح برامجهم القذرة.
لكن،الحقيقة الواضحة للعيان،أن الشعب التونسي،يعلم أن الشعب المغربي لا يهتم بالكأس ككأس ولا كرة كلعبة،وإنما،كان الهدف هو رفع الظلم والحيف عن فريق كان ضحية لخطة مجنونة بطلها رئيس الفريق التونسي،أما الباقي،فهي تفاصيل تافهة،لا يهتم بها المغاربة بقدر اهتمامهم بلم شمل المغاربيين داخل هيئة طالما حلمنا بها ،تكون قاطرة لتأسيس سوق عربية اقتصادية تنافس أوربا والصين.

مشاركة