الرئيسية أحداث المجتمع منصة التتويج إلى منصة الاتهام: هل تسقط جامعة ألعاب القوى بعد خسارة البقالي؟

منصة التتويج إلى منصة الاتهام: هل تسقط جامعة ألعاب القوى بعد خسارة البقالي؟

IMG 20250915 WA0076
كتبه كتب في 15 سبتمبر، 2025 - 7:38 مساءً
  • بقلم: عثمان لبصيلي
  • سيدي بنور – المغرب

في بطولة العالم الأخيرة، خسر سفيان البقالي لقبه العالمي، لتتبدد آمال المغاربة في عزف النشيد الوطني على منصة التتويج. لكن خلف هذه الخسارة الفردية، تكمن أزمة أعمق: منظومة رياضية تستهلك المال دون إنتاج، وتُدار بالمحسوبية بدل الكفاءة. هل أصبحت الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى عبئاً على الرياضة الوطنية؟ وهل آن الأوان لإعادة بناء ما تهدم؟

ألعاب القوى المغربية: من منصة المجد إلى هاوية الإخفاق المؤسسي

في لحظة كانت تُنتظر فيها عودة النشيد الوطني المغربي إلى منصات التتويج العالمية، خسر البطل سفيان البقالي لقبه في سباق 3000 متر موانع، مكتفياً بالميدالية الفضية خلف النيوزيلندي جوردي بيميش. خسارة البقالي، رغم شجاعته، لم تكن مجرد تراجع فردي، بل جسّدت انهياراً مؤسساتياً عميقاً في منظومة ألعاب القوى المغربية، التي كانت يوماً ما مصدر فخر وطني، وأصبحت اليوم مرآة تعكس اختلالات بنيوية صارخة.

منظومة تستهلك ولا تُنتج

رغم تعدد المراكز الفيدرالية وصرف ميزانيات ضخمة من المال العام، فإن الواقع يُظهر غياباً شبه تام للمنتوج الرياضي الحقيقي. لا أسماء جديدة، لا أبطال ناشئين، ولا رؤية واضحة. أين هي نتائج هذا الاستثمار؟ الجواب المؤلم: في طيّات العشوائية والارتجال.

  • غياب المحاسبة والتقييم العلمي للمراكز
  • دعم مالي غير مشروط وغير مرتبط بالمردودية
  • انفصال تام بين الجامعة والأندية، وبين الواقع والمخططات الورقية تكوين الأطر: المحسوبية بدل الكفاءة

الخلل لا يكمن فقط في غياب الأبطال، بل في طريقة تكوينهم:

  • تعيينات مبنية على الولاء لا على الكفاءة
  • تزوير الأعمار في الفئات الصغرى، مما يُقصي المواهب الحقيقية
  • غياب المناهج العلمية في التدريب، مقابل اجتهادات فردية غير مؤطرة البقالي: البطل الوحيد في ساحة خاوية

سفيان البقالي، رغم خسارته، لا يزال يُمثل الاستثناء. لكن الاعتماد على نجم واحد يُعد مخاطرة استراتيجية. فالمجد لا يُبنى على فرد، بل على منظومة. غياب الخلفاء يُنذر بانهيار كامل، خاصة إذا ما قرر البقالي الاعتزال أو التراجع.

من عويطة والكروج إلى زمن الفراغ

في الماضي، كانت ألعاب القوى المغربية تُصدّر الأبطال: سعيد عويطة، هشام الكروج، نزهة بيدوان… أسماء حفرت مجدها في الذاكرة العالمية. اليوم، لا نرى إلا البقالي، وسط فراغ مؤسسي وفكري.

هل الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى على وشك السقوط؟

السؤال لم يعد افتراضياً. الجامعة مطالبة بإعادة هيكلة شاملة تشمل:

  • إصلاح منظومة التكوين
  • إعادة الاعتبار للأبطال السابقين كمكوّنين
  • إرساء الشفافية في التسيير
  • ربط الدعم المالي بالمردودية الفعلية خاتمة

ما حدث في بطولة العالم ليس مجرد خسارة لقب، بل لحظة كشف. كشفٌ لواقع مؤلم، وفرصة لإعادة البناء. فهل تملك الجامعة الشجاعة للاعتراف؟ وهل يملك المغاربة الإرادة لاستعادة مجدهم؟ الجواب يبدأ من سؤال واحد: هل نريد فعلاً أن نُنتج أبطالاً، أم أن نُدير الأزمة فقط؟

1000332668
مشاركة