في إطار سعيها لتعزيز الدينامية الثقافية والفنية بالمنطقة، تنظم جمعية أريف للثقافة والتراث بالحسيمة، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، الدورة الأولى من ملتقى الحسيمة للكتاب والمسرح، وذلك خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 23 مارس 2025. يأتي هذا الحدث في سياق تنفيذ الجمعية لمشروعها “المسرح انعكاس لثقافتنا” ضمن برنامج التوطين المسرحي بالمركز الثقافي مولاي الحسن بالحسيمة، وهو ما يعكس توجهًا نحو ترسيخ دور المسرح في تجسيد الهويات الثقافية وتعزيز الحوار المجتمعي.
برنامج متنوع يجمع بين التكوين والبحث والتأليف
يتضمن برنامج الملتقى سلسلة من الورشات التكوينية والندوات الفكرية، التي تسلط الضوء على قضايا المسرح والأدب، من أبرزها:
ورشة تكوينية في الكتابة المسرحية، بتأطير الدكتور فؤاد أزروال، تهدف إلى تطوير مهارات المشاركين في كتابة النصوص المسرحية وفق أساليب فنية وتقنيات إبداعية حديثة.

ندوتان فكريتان تناقشان قضايا المسرح والذاكرة والتحولات الرقمية:
الندوة الأولى: “المسرح والذاكرة: استكشاف التداخل بين الأداء واستحضار الماضي”، بمشاركة كل من د. نوال بنبراهيم، د. فؤاد أزروال، د. الحسين الشعبي، حيث سيتم التطرق إلى دور المسرح في حفظ الذاكرة الثقافية ونقل التراث عبر الأجيال.
الندوة الثانية: “المسرح في عصر الرقمنة: التحولات والتحديات”، بمشاركة كل من د. محمد بنيوسف، د. نزهة حيكون، حيث سيتم مناقشة أثر التكنولوجيا على الإنتاج المسرحي والتحديات التي تواجه الفن المسرحي في العصر الرقمي.
توقيع إصدارات مسرحية وأدبية بارزة

يشهد الملتقى أيضًا جلسة توقيع مجموعة من الإصدارات المسرحية والأدبية المهمة، بحضور نخبة من الباحثين والأكاديميين، من بينهم:
الدكتور فهد الكغاط، الذي سيوقع كتابه “معجم المسرحيات المغربية”، وهو عمل توثيقي هام يوثق الإنتاج المسرحي المغربي ويقدم مرجعًا أساسيًا للمهتمين بالمجال.
الفنان والكاتب بوسلهام الضعيف، الذي سيقدم كتابه “المسرح ورشة مفتوحة”، حيث يستعرض تجربته الشخصية في المسرح باعتباره فضاءً للإبداع والتجريب.
الباحث عبد المجيد العزوزي، الذي سيقدم كتاب “مختارات من أعمال إميليو بلانكو: البنيات الاجتماعية والقوانين العرفية الريفية”، وهو عمل يسلط الضوء على دراسات المستشرق الإسباني إميليو بلانكو حول التنظيمات الاجتماعية والقوانين العرفية في الريف المغربي، مما يضيف بعدًا تاريخيًا وأنثروبولوجيًا للنقاشات التي سيشهدها الملتقى.

معرض للإصدارات الأدبية والفنية
بالتوازي مع الندوات والجلسات الحوارية، سيتم تنظيم معرض للإصدارات الأدبية والفنية، يتيح للزوار فرصة الاطلاع على أعمال متنوعة في مجالات المسرح، الأدب، والتاريخ، مما يخلق فضاءً مفتوحًا للحوار والتفاعل بين المؤلفين والقراء.
رهان على الثقافة كجسر للتنمية والتواصل
يمثل ملتقى الحسيمة للكتاب والمسرح خطوة نوعية في سبيل تعزيز الفعل الثقافي بالمنطقة، وخلق فضاء للحوار بين المسرح والأدب والتاريخ. كما يعد جسرا بين الإبداع والتوثيق، من خلال تسليط الضوء على القوانين العرفية في الريف وتأثيرها على المجتمع، مما يساهم في تعميق الفهم بالهوية الثقافية المحلية.
هذا الحدث الثقافي يعكس طموح الحسيمة لأن تكون محطة أساسية ضمن الأجندة الثقافية الوطنية، ودعوة مفتوحة لكل عشاق الأدب، المسرح، والتاريخ للحضور والمشاركة في هذا الملتقى الفريد.