صوت العدالة- عبد الكبير الحراب
يعود معرض الصناعة التقليدية بجهة الدار البيضاء-سطات في دورة جديدة، ليؤكد مكانته كواحد من أبرز الفعاليات التي تحتفي بالإبداع الحرفي المغربي وتساهم في صون الموروث الثقافي للبلاد. تحت إشراف لحسن السعدي، الكاتب العام المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، افتُتح المعرض وسط أجواء تنبض بروح الأصالة والتجديد، حيث يجتمع الحرفيون من مختلف الأقاليم ليقدموا أعمالهم المتميزة للجمهور.
شهدت فعاليات المعرض لحظة مميزة عندما قدّم الفنان رشيد عثماني، المنحدر من مدينة أزمور، عملاً فنياً فريداً للسيد السعدي، يتمثل في شعار كأس إفريقيا 2025، منفّذًا بدقة عالية باستخدام فسيفساء من الرخام. هذا الإبداع يجسد تمازج الفن التقليدي مع روح الحداثة، كما يعكس ارتباط الصناعة التقليدية المغربية بالمحافل الكبرى التي تحتضنها المملكة.
يستقطب المعرض هذه السنة أكثر من 154 حرفيًا وتعاونية تمثل مختلف مناطق جهة الدار البيضاء-سطات، إلى جانب مشاركة صناع تقليديين من مدن مغربية أخرى، مما يجعل منه فضاءً غنيًا يعكس تنوع المهارات الحرفية عبر ربوع المملكة.
وتزخر أروقة المعرض بمجموعات مبهرة من المنتجات التقليدية، حيث يجد الزوار أنفسهم أمام زرابي منسوجة بإتقان، تطريزات يدوية دقيقة، زليج مغربي أصيل، منتجات جلدية فاخرة، مجوهرات تقليدية متألقة، بالإضافة إلى تحف خشبية منحوتة بمهارة. كل قطعة تحكي قصة عريقة عن الحرفي الذي أبدعها، وتحمل بين تفاصيلها روح التراث المغربي المتجدد.
لا يقتصر هذا الحدث على عرض المنتجات، بل يشكّل أيضًا منصة للتواصل بين الحرفيين، حيث يتبادلون الخبرات والتجارب في جو يعكس روح التعاون والتضامن. كما يمنح الزوار فرصة استكشاف غنى التراث المغربي والتعرف عن قرب على الحرف التي حافظت على أصالتها رغم تغير الأزمنة.
بهذا الزخم الفني والثقافي، يواصل معرض الصناعة التقليدية بجهة الدار البيضاء-سطات تألقه، ليؤكد من جديد أن الحرف التقليدية ليست مجرد موروث، بل هي فن متجدد يعكس هوية المغرب العريقة ويواصل إشعاعه داخل الوطن وخارجه.
