صوت العدالة: عبد القادر خولاني
في الوقت الذي نسجل فيه بارتياح انفراجا ملحوظا في التوجه للعمل بالتدبير المفوض على أساس تحسين وتجويد الخدمات وأن تكون الإدارة محرك أساسي للطاقات التنموية للبلاد، نجد أن إدارة شركة أمانديس مرتيل، المدبرة لقطاع الماء الصالح للشرب والكهرباء بالمدينة، والمكلفة بالتدبير المفوض لخدمات التطهير السائل وتوزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء وكذا جمع ومعالجة المياه المستعملة، تعيش على إيقاع خدمات محبطة في تعاملهم مع المنخرطين.
ولا حديث اليوم في أوساط الساكنة إلا عن ضعف الخدمات و ارتفاع أسعار سومة الماء والكهرباء بمبررات واهية أو بسبب أخطاء في التقديرات، بالإضافة إلى أن القيمة التقديرية للاستهلاك عادة ما تكون عشوائية ومزاجية.
فالشكايات الاستعجالية خاصة فيما يهم مادة التطهير السائل، التي تمر عبر الاتصال الهاتفي للمواطنين بمركز النداء، دائما ما يدعي الساهرين على تلقي المكالمات بالمركز أن النظام التقني لا يعمل وبالتالي لا يمكنهم توفير رمز يؤكد توصلهم بالشكايات، فتأخذ شكايات المواطنين مسار مجهول، حيث أنه عند الاتصال من أجل تأكيد الشكاية تجدها غير محفوظة مما يجعل المشتكي يدور في حلقة مغلقة ، وعند انتقاله إلى الوكالة يجد نفسه في طوابير أمام مكتب رئيس المصلحة ، وأصبح بذلك المواطن سجين بين مركز استقبال المكالمات ومصالح التدخل لرفع الضرر …
وفضحت الأمطار التي شهدتها المنطقة المستور واثبتت المستوى الحقيقي للشركة وبطئها في تدبير الأزمة، معتمدين في اسلوبهم مرور العاصفة، حيث أن تدخلاتهم من أجل مساعدة المواطنين من تسرب المياه إلى منازلهم و المرائب كانت متواضعة على الميدان وحضورهم محتشم بوسائل لوجستيكية تجدها تارة مهترئة وتارة لا ترقى إلى مستوى الكارثة، ولا ترضي لا المواطن ولا السلطات المحلية.
وإن دخول فصل الشتاء وهاجس تسرب المياه و انقطاع الماء والكهرباء و وقوع اختناقات للبالوعات بفعل السيول الجارفة للأتربة و أوراق الأشجار ، و تكرار مهزلة التعطيل الكامل لشبكة تصريف ماء الأمطار، يصبح فعل مستفز لمشاعر المواطنين، الذي يدفعهم إلى الخروج بشكل تلقائي للاحتجاج، منددين ببطء التدخل وتدني خدمات وتقادم شبكة التطهير التي تؤدي إلى استمرار معاناة المواطنين مسببة في خسائر مادية جسيمة، بفعل عدم التدخل القبلي لأعوان الشركة واتخاذ الإجراءات استباقية اللازمة لتصريف مياه الأمطار مما يثبت كذلك فشل لخلية تدبير الطوارئ التي تهتم بمعالجة المشاكل المطروحة في آجال معقول وكذا معالجة آثار الأمطار الغزيرة على نحو أفضل ، إضافة إلى ضعف وبطء خدمات القرب وهذا رغم وجود شبكة موسعة تضم حوالي 11 من الوكالات القارة والمتنقلة على شكل حافلات مجهزة للتدخل عن قرب ، حتى أصبح هطول الأمطار الرحمة هاجسا مقلقا تتوقف معه الحركة تماما ويدب الخوف في نفوس المواطنين.
ناهيك عن التماطل الذي يتعرض له المواطنون أثناء المطالبة بالحق في رفع الضرر أو بالتزود بالماء و الكهرباء أو لعمل إداري، زد على ذلك عند تركيب أو إلغـاء عقدة ، يتبعه إجراء الذي قـد يستغرق أيام بدعوى عدم توفر العداد أو إهمال الوثائق المتعلقة بالعقدة مما يجعل المواطن يجيء ذهابا وإيابا ، و كان من المفروض على إدارة الشركة وتماشيا مع المفهوم الجديد للاستثمار وضع تسهيلات لدى منخرطي الـوكالة في كل العمليات وتحسين جودة الخدمات الموجهة للزبناء وتدعيم وسائل الإنتاج وتغليب منطق البحث عن حلول مجدية تقضي حاجات ومصالح المواطنين .
وهنا لابد من الإشادة بالسلطات المحلية ورجال الوقاية المدنية بجماعة مرتيل ، الذين بدلوا جهدا كبيرا من أجل الخروج من الأزمة في مواجهة الموت مقابل إنقاض أرواح بشرية وحيوانية والتخفيف من الأضرار المادية و الإحالة دون وقوع خسائر بشرية.
وبالمقابل نجد أن شركة أمانديس تطوان عملت على ارجاع الوضع الى الحالة الطبيعية بعد التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها المنطقة، وخاصة بجماعة تطوان، وذلك بفضل التعبأة الشاملة لفرق أمانديس تطوان المؤهلة والمختصة في مهن الماء والكهرباء، ومن خلال الصيانة الإستباقية و المستمرة لشبكات التجميع وتصريف مياه التساقطات، حيث تمت السيطرة على الوضع بشكل عام دون التأثير على استمرارية الخدمة، رغم ارتفاع منسوب مياه واد مرتيل بشكل لم تعرفه المنطقة من قبل ، حيث ظلت فرق أمانديس معبأة إلى جانب السلطات المحلية ، بالمعدات والآليات المناسبة التي شملت شاحنات تطهير كبيرة ومولدات الضخ وعدد من التقنيين المتخصصين في مهن الماء والكهرباء …





