بقلم: ذ. سناء حاكمي
أولا احب التذكير للمرة الالف الثامن من مارس ليس عيدا للمرأة، بل هو اليوم العالمي لحقوق المراة.
بدل اهانة هذا اليوم و تمييعه من خلال اعطاء الورود او دعوة النساء لحفلات تافهة و اعلانات لعروض تخفيضات للصالونات التجميل و محلات الملابس،و غيرها من العروض المنومة للنساء.
مباشرات على الانستغرام و اليوتوب و بعض القنوات العربية عن مواضيع كيف تكونين اجمل سيدتي، كيف تحمي زواجك سيدتي، كيف تقوين شخصيتك بمكياج لائق….و غيرها من الوصفات السحرية .
الهذه الدرجة تعبر المراة تافهة في مجتمعاتنا؟؟ الهذه الدرجة لم يصل الوعي الكافي للنساء ؟؟؟بالمفهوم الحقيقي لليوم العالمي لحقوق المراة، و التضحيات التي قامت بها النساء قبل قرن من الزمن كي نكون على ما نحن عليه الان من حقوق اولية.
يحتفل باليوم العالمي للمرأة بطرق متنوعة في جميع أنحاء العالم؛ إذ يعتبر يوم عطلة رسمية في العديد من البلدان، ويحتفل به اجتماعيًا أو محليًا في بلدان أخرى.تختار الأمم المتحدة في هذا اليوم موضوعا يتعلق بقضية أو حملة أو موضوع معين لحقوق المرأة في بعض دول العالم.
و لا يزال اليوم العالمي للمرأة يعكس أصوله السياسية، ويتميز بالاحتجاجات والدعوات إلى التغيير الجذري، في مناطق أخرى سيما في الغرب هو اجتماعي ثقافي إلى حد كبير و يرتكز حول الاحتفال بإنجازات المرأة.
و في عام 1908، خرجت 15 ألف امرأة في مسيرة احتجاجية بشوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات.
و أقيم أول احتفال بيوم المرأة والذي أطلق عليه اليوم الوطني للمرأة في 28 فبراير 1909 في مدينة نيويورك ونظمه الحزب الاشتراكي الامريكي بناءً على اقتراح من الناشطة تيريزا مالكيل، ظهرت إدعاءات بأن هذا اليوم كان إحياءً لذكرى احتجاج العاملات في مصانع الملابس في نيويورك في 8 مارس 1857.
واقترحت الشيوعية والناشطة في مجال حقوق المرأة كلارا زيتكن جعل هذا اليوم يوماً عالمياً، وليس مجرد يوم وطني، وعرضت فكرتها عام 1910 في مؤتمر دولي للمرأة العاملة عُقد في مدينة كوبنهاغن الدنماركية. وكان في ذلك المؤتمر 100 امرأة قَدِمْنَ من 17 دولة، وكلهن وافقن على الاقتراح بالإجماع.
و لا ننسى ميثاق الأمم المتحدة سنة 1945 الذي نص على تساوي النساء و الرجال في الحقوق، ثم الإعلان العالمي لحقوق الانسان سنة 1948, بإقرار حرية الاشخاص و تكافئهم في الكرامة و الحقوق،و حظر التمييز ضد النساء اضافة الى ذلك الاتفاقية الدولية عام 1979 لمناهضة كل اشكال التمييز ضد المرأة.
و كذلك الدستور المغربي الذي نص على”تمتع الرجل و المرأة على قدم المساواة بالحقوق و الحريات المدينية و السياسية والاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و البيئية”.
بعد السرد التاريخي و الحقوقي اين هي المرأة المغربية من كل هذا ؟؟ ، لا ننكر ان دستور 2011 و توصيات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اقاموا تغيرا لا بأس به في وضعية المراة في بلادنا، لكن مازالت نقط سوداء يجب محوها، اولها اشكالية الامية التي مازالت مرتفعة بشكل مهول في صفوف النساء في المجال القروي، و التمكين الاقتصادي اذ نلاحظ ان النساء هن اكثر فقرا مقارنة بالرجال، ثم وضعية المراة القروية التي تعيش تهميشا فضيعا يجعلها خارج السياق الحقوقي، ثم اهم نقطة هي دور المرأة في المراكز السياسية ، نعم هي موجودة لكن عبارة عن ديكور يزين به المشهد السياسي حتى نظهر للعالم مكانة المرأة دون الاخد برأيها او اشراكها بشكل في فعلي في القرارات السياسة و القانونية.
نأتي الان الى الصور الحقيقة التي تجسد واقع المرأة في مجتمعنا او بتعبير اصح فئة كبيرة من النساء اللواتي مازالت تسيطر عليهم الثقافة الذكورية و اللواتي يعتبرن حارسات معبده و هن من تجدهن يدافعن عن السلطة الابوية و يشاركن في تجذرها انطلاقات من تبرير التحرش و الاغتصاب و العنف و كل انواع السلط ضد النساء انه حق من حقوق الذكور و ان الاناث هن من يجب عليهم الطاعة و التستر طأطأة الرأس و الجلوس في المنزل ….و غيرها من الافكار الميتة.
و نوع اخر مغلوب على أمرهن يعملن في الحقول و المصانع و المنازل و المقاهي، منهن من لم تتمتع يوما بحقها في أجر او مصروف و اخرى يؤخذ منها غصبا زوجها او اخوها او ابوها و ان رفضت يتم تعنيفها و ضربها ، لكنها لا تستطيع تقديم شكوى او حتى الاعتراض ، تكتفي بدرف دموعها ظنا منها ان هذا حق من حقوق الذكور عليها، و ان امتنعت عن ذلك تعبر شيطانة خرجت عن طوع العائلة و المجتمع ،
طرحي الاخير هو لماذا المرأة في مجتمعنا مازالت متراجعة في طلبها للحقوق ، و لماذا تعتبر المطالبات به هن خارجات عن العادة و العرف؟؟ اوليس حان الوقت ان تتمع النساء بحق ولايتهن عن اطفالهن؟؟
ان يطالبن بحقهن في مشاركة الشارع العام بكل حرية و امن دون ازعاج او تحرش من احد ، حقهن في رفض تزويجهن و هن قاصرات ، حقهن في المقاعد الدراسية دون منع الاباء و دون صعوبة الطريق الى المدارس، حق المطلقة التي تنزف دما من اجل اطفالها ان تسافر بهن و تنقلهم من مدرسة لاخرى، مادامت هي من تدفع تكاليف و مصاريف الدراسة. حقها ان تتزوج دون ان تحرم من حضانة اطفالها.حقها ان لا ترمى في الشارع بعد طلاقها، حقها و حقي و حقك ، هو اليوم العالمي لحقوق المراة، و ليس الورود و الاكاذيب و تمييع دورنا المجتمعي و السياسي و الحقوقي، انهضي من سباتك و انظري للحقيقة .