مراكش – احتضنت مدينة مراكش، اليوم الخميس، الدورة الأولى للمنتدى الوطني للتوجيه الذكي، وهو حدث يطمح إلى تحويل وإحداث ثورة في مجال التوجيه المدرسي بالمغرب.
ويقدم هذا الحدث غير المسبوق، المنظم بمبادرة من قبل (AvenirLab) وهي مقاولة ناشئة تكنولوجية تدمج الذكاء الاصطناعي في تطوير ملتقياتها المخصصة للتعليم والتوجيه، والمهن مستقبلا، تجربة تعليمية تفاعلية تجمع بين التكنولوجيا والاستكشاف التفاعلي والمواكبة البشرية، من أجل توفير توجيه شامل للتلاميذ، أكثر ولوجا ومركزا بالكامل على احتياجاتهم الحقيقية.
وتتوخى هذه التظاهرة البيداغوجية، المنظمة بتعاون مع مقاولة التكنولوجيا التعليمية (E-TAWJIHI)، تقديم توجيه موثوق وموضوعي ومنظم، تحت إشراف خبراء ومدعوم بأدوات تكنولوجية حديثة ومتطورة.
ويعد المسار المقترح من طرف الملتقى مبتكرا ومنظما، ويبدأ باختبار توجيهي متطور يعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، قبل الانتقال إلى تجربة غامرة تعرف بـ”متاهة المهن”، وهي تجربة افتراضية تحاكي، رفقة مستشار أول، الخيارات والتحديات الخاصة بالتوجيه الحقيقي.
وبعد إيجاد طريقه داخل هذه المتاهة، يلتقي التلميذ بمستشار ثان في التوجيه يتمثل دوره في الإجابة على جميع الأسئلة التي ظهرت أثناء التجربة، مما يمكن من تحويل المسارات المكتشفة إلى خطوات ملموسة.
وبالإضافة إلى هذا المسار التجريبي الذي يتيح للتلاميذ اكتشاف عوالم مهنية مختلفة، يوفر الملتقى زيارات افتراضية للجامعات ومؤسسات التكوين عبر الواقع الافتراضي، واختبارات توجيه معمقة لتحديد القدرات والاهتمامات ومسارات المستقبل للمشاركين.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت المشاركة في تأسيس مقاولة (AvenirLab)، ياسمين لحلو، أن هذه الدورة التجريبية، التي تمثل الخطوة الأولى لنموذج سيطور على الصعيد الوطني اعتبارا من سنة 2026، جمعت أكثر من 100 تلميذ من المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة بالجهة.
وشددت في هذا السياق، على أن هذه المقاولة الناشئة تطمح إلى دعم هؤلاء التلاميذ عبر توفير أدوات مناسبة بفضل الذكاء الاصطناعي، موضحة أن (AvenirLab) ستنظم ملتقيات مماثلة في جميع أنحاء المملكة للالتقاء بالشباب في ثانوياتهم وقراهم، وستطلق قوافل توجيهية للوصول إلى أبعد المناطق.
من جانبه، أوضح مؤسس منصة (E-TAWJIHI.MA)، أيمن ولاف، أن إحداث هذه الأداة يستجيب لضمان ولوج جميع التلاميذ، سواء من الوسط القروي أو الحضري، إلى توجيه مدرسي ومهني بنفس الجودة، مشيرا إلى أن هذه الرؤية المندمجة تهدف إلى إزالة الحواجز الجغرافية والاجتماعية لتمنح كل شاب نفس الفرص لبناء مستقبله.
وأضاف أن هذه المقاربة تتفرد بدمج الخبرة البشرية مع قوة التكنولوجيا، حيث أن “التوجيه الذكي”، الذي تروجه (AvenirLab) و(E-TAWJIHI)، لا يسعى لتعويض المستشار البشري، بل لتزويده بأدوات فعالة لتعزيز تشخيصه ومواكبته.
وتستند هذه الخطوة على نموذج قياس نفسي دولي معترف به (RIASEC)، تم تحسينه وتكييفه بعناية ليتلاءم مع السياق المغربي، وكذا خصوصيات الويب وتطبيق الهاتف المحمول.
من جهته، شدد مستشار التوجيه التربوي، شاكر عبد الله، على أهمية التوجيه الذي يمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة للمستقبل الدراسي والمهني، معتبرا أن “التوجيه الذكي” يمثل مشروعا واعدا للغاية.
وأضاف أن التوجيه الذكي “تم تصميمه كأداة سهلة الاستخدام وفعالة ومتاحة للجميع، ويحل العديد من المشكلات الكبرى التي يواجهها التلاميذ والمتدخلون في المجال”، مشيرا إلى أن هذا المشروع، الذي يوفر موارد ومنهجيات مبتكرة، يسهل عملية توجيه أكثر سلاسة وشخصية.
من جهتها، أكدت هيبو نوما، تلميذة تتابع دراستها في ثانوية الفراهيدي بجماعة أمزميز (إقليم الحوز)، أنها عاشت تجربة فريدة بفضل مناهج وبيداغوجيات جديدة.
وقالت في تصريح مماثل، “أعجبت كثيرا بمفهوم +متاهة المهن+، الذي يساعد على اكتشاف التخصصات والمسارات بطريقة جديدة وذكية”.
من جانبه، عبر ياسين، تلميذ بثانوية الأطلس الكبير التابعة للمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالحوز، عن امتنانه لمنظمي هذا المنتدى المخصص للتوجيه الذكي، وفق مقاربة مبتكرة تستخدم التكنولوجيات الذكية لمساعدة التلاميذ على اتخاذ أفضل قرارات التوجيه بشأن مسارهم الدراسي والمهني.
وعبر هذا المنتدى، تؤكد كل من مقاولة (AvenirLab) ومنصة (E-TAWJIHI) على إرادتهما المشتركة لبناء جيل جديد من أدوات وطرق التوجيه مستندة إلى الابتكار والبيداغوجيا.
