عزيز بنحريميدة
في أجواء رسمية مهيبة، شهدت المحكمة الابتدائية بالجديدة صباح يومه الاثنين 30 يونيو 2025، مراسيم تنصيب الأستاذ محمد مسعودي وكيلاً للملك لدى هذه المحكمة، خلفاً لسلفه، وذلك في جلسة حضرها كل من السيد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالجديدة والسيد الوكيل العام وكذا السادة المسؤولين القضائيين بالدائرة الاستئنافية الجديدة و السيد النقيب و بوفعاليات من مختلف مكونات العدالة والأجهزة الأمنية والإدارية.

وخلال كلمته الرسمية بالمناسبة، وجّه الأستاذ محمد مسعودي رسالة قوية وصارمة، أكد من خلالها أن عهد التساهل مع سماسرة المحاكم ومن وصفهم بـ”المتواطئين معهم” قد ولّى، مشدداً على أن النيابة العامة ستخوض معركة حقيقية ضد كل مظاهر السمسرة القضائية والوساطة غير المشروعة التي تمس بهيبة العدالة وحقوق المتقاضين.

وقال مسعودي: “لا تساهل مع من يعبث بثقة المواطنين في القضاء، وسنكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه التلاعب بمصالح الناس من داخل ردهات المحاكم أو في محيطها، سواء كان سمساراً أو متستراً أو مشاركاً في التواطؤ.”
وقد اعتُبرت هذه التصريحات امتداداً لروح الحزم والصرامة التي تنهض بها رئاسة النيابة العامة، خاصة في ظل الحملات الأخيرة التي شنتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتعليمات من النيابة العامة، وأسفرت عن تفكيك شبكات متورطة في الوساطة في الأحكام القضائية بعدد من المدن.

ويحمل تنصيب الأستاذ محمد مسعودي على رأس النيابة العامة بابتدائية الجديدة دلالات رمزية قوية، لاسيما أنه يحظى بسمعة مهنية عالية، ويُعرف بنزاهته وصرامته في تطبيق القانون، وقد راكم تجربة قضائية واسعة في محطات متعددة من مساره، تجعل منه من الكفاءات التي يعول عليها في تطهير محيط العدالة من الدخلاء وتعزيز الثقة في مؤسسة القضاء.
هذا، وقد عبّر عدد من الحاضرين عن ارتياحهم للتوجه الصارم الذي أعلنه الوكيل الجديد، معتبرين أن مثل هذه الرسائل الحازمة تعكس إرادة حقيقية لرد الاعتبار لهيبة المحاكم، وتضع حداً لكل من يحاول النيل من نزاهة القضاء أو استغلاله لأغراض شخصية.

ويُنتظر أن تشهد المحكمة الابتدائية بالجديدة دينامية جديدة في عمل النيابة العامة، تروم القطع مع مظاهر الفساد والسمسرة، وتعزيز التواصل مع المواطنين وتجويد الخدمات القضائية وفق مقاربة تستحضر احترام القانون وصون الحقوق والحريات