زميلاتي القاضيات زملائي القضاة
لايخفى عليكم الأدوار الطلائعية التي لعبتها الودادية الحسنية للقضاة منذ تاريخ تأسيسها الى اليوم، من خلال مواكبتها لكل ما يستجد من تطورات، ناهيك عن الانكباب و بكل حرص على خلق فضاء يتجاوز افاق التنظير الى الاجراة والتفعيل بغرض تخليق منظومة العدالة كمدخل اساسي وحقيقي لتخليق الحياة العامة، وهذا بموازاة مع حفظ المكتسبات وتحصينها.
ولعل قطب الرحى الذي تدور حوله كل الدوائر، هي ضمان عدالة نزيهة قوامها سلطة قضائية مستقلة، قادرة على احتواء كل المتغيرات، لتعكس بحق الصورة المنتظرة التي تجسد المساواة أمام القضاء وبالتالي تضمن ثقة الأفراد فيه كجدار لا يقبل التصدع .
وبالرجوع الى محطات لا ينكرها عاقل، سنستحضر أوراش اصلاح منظومة العدالة بمفهومها العام، وكيف قدمت الودادية الحسنية للقضاة، كإطار وازن النموذج الأمثل كقوة فاعلة مبادرة قبل ان تكون مشاركة، مفعمة بروح المسؤولية ومتجاوزة ردود الأفعال الى الغيرة والحس الوطني.
زميلاتي القاضيات زملائي القضاة
يأتي هذا في سياقه العام، تزامنا مع الإعلان عن تحديد 20 ماي الجاري كموعد لعقد الودادية الحسنية لجمعها العام لتجديد هياكلها، وتسليم مشعل المسؤولية لمن يأتي من أهل الصلاح والإصلاح والخلف، بعد انتخاب الرئيس و أعضاء المكتب المركزي، ليعقد العزم على مواصلة الدرب، وربط محطات تاريخية مضت بالتي تليها، واستكمال مسار حافل بالانجازات.
إن الودادية كانت ولا تزال اللبنة الأساس كأم حاضنة، وأصل انبثقت منه كل الفروع، حيث عملت وفق تصور واضح على بلورة رؤى كفيلة بتعزيز وضمان استقلالية القضاء من جهة، كما انها كانت مساهمة وبقوة كشريك مسؤول لانجاح اصلاح منظومة العدالة.
ولعل العديد من المحطات الوازنة سواء في بعدها الوطني أو الدولي كانت شاهدة على امتلاك هذا الاطار لإرادة حقيقية وعمق في التصور، خاصة من خلال المبادرات الجريئة التي تعد ثمرة عمل متكامل و منسجم، قائم على التفاعل الفوري و المستمر مع المستجدات و تصورات المجلس الأعلى للسلطةالقضائية ورؤيته الحكيمة في تنزيل كل ما من شأنه تحقيق العدالة و الإنصاف.
ان فلسفة الانفتاح الكامل على كل المتدخلين في العديد من المحطات وفق مقاربة تشاركية، انعكس بالإيجاب على منسوب الثقة في المنظومة، وكذا على جودة الخدمات القضائية بشكل ملموس على ارض الواقع، وهو ذات الرهان الذي انبثق من ضمن أولويات الودادية الحسنية للقضاة.دوليا حيث أن مشاركة الودادية الحسنية للقضاة في المحافل الدولية شكل قطب الرحى، اشعاعيا، بعدما إنفتحت على كافة أشكال التعاون المثمر على المستوى الدولي من أجل الدفاع عن استقلال القضاء وضمان الحقوق والحريات، و محطات، عكست من خلالها نجاح التجربة المغربية وريادتها على مستوى العديد من الأصعدة، تمخضت عن تراكمات وزخم وخبرة بالموازاة مع الكفاءة العالية.
زميلاتي القاضيات زملائي القضاة لابأس أن نذكركم جميعا على مدى أهمية التجديد الذي ظهرت معالمه منذ مدة ليست باليسيرة عبر دعم ترشح الشباب لعضوية المكتب المركزي او رئاسة الودادية ،حيث أن الغلبة تكون للبرامج و الافكار وتنزيلها على أرض الواقع بدلا من الشعارات الرنانة وبهذه المناسبة لا يمكنني إلا أن أثمن ما يقدمه القضاة الشباب من برامج واضحة و تصورات تشخص بشكل دقيق الواقع بإيجابياته و سلبياته، و ما يقترحونه من حلول لتجاوز الصعاب و المعيقات ،وأن المرحلة القادمة هي مرحلة القضاة الشباب كقوة فعالة في جسم الودادية من شأنها أن تضيف الكثير لعمل الاجهزة دون القطع مع الماضي أو التنصل من تاريخ الودادية العريق و المجيد ،بل التجديد المرتبط بالوفاء بالعهد و بالقيم و المبادئ الراسخة للودادية الحسنية للقضاة ، فلا تجديد بالثورة على القيم و المبادئ التي قامت عليها الودادية بل بالوفاء لها و التمسك بها و النهل من رصيدها الحضاري المجيد .وعموما فالودادية الحسنية للقضاة على موعد مع محطة تاريخية جديدة لتثبت حقيقة لا تحتاج الى اثبات كاطار ورقم صعب في المعادلة القضائية المغربية.