الرئيسية أحداث المجتمع مجزرة ترتكب في حق أشجار الكالبتوس بسيدي بنور.. ليطرح السؤال: من المسؤول …؟

مجزرة ترتكب في حق أشجار الكالبتوس بسيدي بنور.. ليطرح السؤال: من المسؤول …؟

47294a3a 6400 48db 8c46 34d917c12fc6.jpg
كتبه كتب في 7 مايو، 2018 - 9:00 صباحًا

بقلم عبد الله الكواي

جريمة ترتكب في حق البيئة بسيدي بنور وتحدي صارخ للأنظمة ، عندما أقدم عمال شركة مكلفة بتأهيل شوارع المدينة على القضاء على عدد كبير من أشجار الكالبتوس المعمرة من خلال قيامهم بإتلافها وتقطيعها بالمناشير الكهربائية والمعدات الثقيلة ، متجاوزين الأنظمة التي تجرم الاعتداء على الأشجار وتمنع الاجتثاث الجائر. ويظهر مقطع فيديو مدى استهتار وتحدي الشركة للأنظمة والتعليمات التي تشدد على الحفاظ على البيئة ،
فاجتثاث أشجار الكالبتوس بسيدي بنور دون قرار رسمي، بالطبع لم يجرؤ أي منتخب او مسؤول معني على مباركة قطع شجرة، ولكنه يغض الطرف ويتغاضي عن الانتهاكات السافرة ضد الطبيعة، فمئات من «الأشجار المعمرة» اختفت من شوارع سيدي بنور ، ولربما من يمعن النظر ولو قصيرا في المجال والمحيط يلاحظ أن عاصمة الإقليم أصبحت مدينة بلا أشجار .

فأشجار الكالبتوس انمحت، وحلت محلها الكتل الإسمنتية ، بل حل محلها الجمود، فأصبحت الأشجار معدومة ، وليس أسهل من قطع الأشجار من جذورها ونقل أخشابها لوجهة غير معلومة وذلك من اجل شق شارع وتوسع طريق وتبليط جنباتها .
وحرمان الساكنة البنورية من الاستئناس بحفيفها وظلها وهذا ما ينطبق عليه حكم المثل الرائج أكل الاخضر واليابس، فعلا هي مسخرة بل أكثر عندما تقوم شركة مكلفة بالأشغال بجريمة في حق البيئة والطبيعة بدون قرار رسمي .

ومع التغييرات المناخية واشتداد موجة الحر والتي تبلغ خلال فصل الصيف ذروتها، فلا شيء يبعث على الاطمئنان والراحة، عندما تجرد المدينة من أشجارها وغطائها الأخضر، وعلى مرأى ومسمع من الجميع،في غياب تدخل المنتخبين والمسؤولين والجمعيات البيئة فشوارع سيدي بنور تحولت إلى جرداء بلا حامي ولا وواقي طبيعي بعد القضاء على اشجار الليمون وأشجار لبزارة واليوم جاء دور الكالبتوس، فالساكنة البنورية تتساءل اليوم …من رخص وأعطى الضوء الأخضر للشركة المكلفة بتأهيل بعض الشوارع والأزقة قرار قلع رئة المدينة ؟ ، فقد تبخر ما تبقى من أشجار الكالبتوس بالمدينة واختفت تلك الأشجار الباسقة الطاعنة في السن ، ولم تعد العين في مدى إبصارها ترى غير أعمدة الكهرباء. الساكنة تعايشت مع هذا الأمر منذ القرار الذي اتخذه القائد اليعقوبي في حق ، ولربما هذا الإجهاض على البيئة قدر مطبق على البنوريين ، وما هي إلا لعبة قديمة وجديدة يديرها المنتخبون وبمباركة السلطات بتجريد الساكنة من كل شيء، وحتى لو طالبت أو احتجت أو اعترضت، فأكثر ما قد يواجهها هو اليأس لا غيره.فهل ستتم إعادة تشجير شوارع المدينة آم أن دار لقمان ستبقى على حالها .

 

5c88385a d68e 4d10 be86 d396725036e5

مشاركة