الرئيسية أحداث المجتمع متفجرات الفوسفاط ” المين ” تؤرق ساكنة جماعة بني وكيل وسط صمت مريب للمسؤولين بالإقليم.

متفجرات الفوسفاط ” المين ” تؤرق ساكنة جماعة بني وكيل وسط صمت مريب للمسؤولين بالإقليم.

IMG 20190920 WA0037.jpg
كتبه كتب في 20 سبتمبر، 2019 - 12:14 مساءً

حبيب سعداوي / صوت العدالة.

قد يكون العنوان غريب في حيثياته، وقد يكون مبهم في ثناياه، لكن يبقى عنوانا بارزا بمعالمه ، يعبرعن حقيقة لطالما ظلت جاثمة على صدور العديد من العائلات الوكيلية التي ظل أبنائها يعانون التهميش ، ولا يربحون من مواردهم المتعددة إلا قلة “الصحة و النعاس” ، وكثرة الإزعاج والثلوت ، وانعدام المرافق الصحية الجيدة لمتابعة تقلبات حالتهم الصحية التي أصبحت تظهر عليها عدة أعراض لم تكن من قبل.

عندما تقرر بناء أكبر مغسلة للفوسفاط في أرض جماعة بني وكيل إقليم الفقيه بن صالح ، وجعل الأراضي المجاورة كلها في ملكية الفوسفاط ، قلنا أن بني وكيل ستخرج من عزلتها ، وسينعم أبناءها بالشغل و تزدهر المنطقة ، وسيرتفع مستوى العيش لدى الوكيليين، وأعتقد الكل أن جل المشاكل ستحل، لكن و بعد مرور اكثر 6 سنوات تقريبا ازدادت محنة الوكيليين ، وأصبحت المنطقة تعاني من التلوث الذي بدأت تظهر معه عدة أعراض لم تكن من قبل؛ ناهيك عن الزلازل اليومية التي ترعب الطفل والشيخ وتعجل بمخاض الحامل ، وتجف الآبار ، وتشقق البيوت التي أصبحت آيلة للسقوط ، وازدادت مرارة الشباب وهم يشاهدون غرباء يتمتعون بخيرات أراضيهم ما عدا بعض عقود عمل المحدودة والعابرة ، في حين يعيش أغلبهم أدنى مستويات الفقر والانحطاط وخيبة الأمل.

ومن بين المصانع التي تستعين بأكبر عدد من العمال بالمغرب هو المكتب الشريف للفوسفاط ، الذي أصبح يمثل دولة داخل دولة ، غالبية العمال هم غرباء على بني وكيل وأراضيها ، وهو لا زال لحد الان يستقطب عمال لا علاقة لهم بالمادة 6 من القانون المنجمي، خيرات جماعة بني وكيل استغلت من طرف غيرها في خرق سافر للقانون ، يهملون متطلبات ذوي الحقوق الذين ضاعت منهم أراضيهم بقوة القانون ، وأصبحوا عرضة للفقر بسبب التفقير الذي تعرضوا إليه ، وسياسة الإقصاء والتهميش التي تنهجها الجهات المكلفة بالتواصل بجماعة بني وكيل مع المكتب الشريف للفوسفاط.

عصبية أججتها متفجرات ” المين ” في الايام الاخيرة عندما استعمل الفوسفاطيون 20 طن من الديناميت حسب مصادر مطلعة ؛ أرعبت البشر والشجر والحجر …عصبية تنذر بمستقبل مظلم مع هذه المؤسسة التي تنتهك حقوق الإنسان في واضح النهار، وقد تعيد ظاهرة الاحتجاجات من جديد، كما سبق في السنوات الماضية ” نعم لاستغلال الثروة لكن احترمونا واحترموا حقوقنا ” .

إن هذه الأزمة التي لا يكترث لها الفوسفاطيون ويتجاهلها المسؤولون بإقليم الفقيه بن صالح، قد تكون لها نتائج وخيمة مستقبلا تستدعي مراجعة الوضع واستدراك الأمور في مهدها ، قبل أن تتفاقم وتجلب للمنطقة ويلات نحن في غنى عنها ، و لتدارك الأمور يجب أن تعطى الأولويات لأبناء الأرض المفوتة، بدل الخدمات التي تصب في الرمل ، ولا تفيد في أي شيء ، ونطالب من المسؤولين على المستوى المحلي سواء السلطة المحلية أو المجلس الجماعي بتدخل جدي للحد من فوضى وعشوائية الفوسفاطيين ، وذالك بالجلوس معهم على طاولة الحوار لمناقشة المشاكل التي نعيشها ، والاستجابة لمطالبنا، أو إعطاء أوامركم لمغادرتنا الجماعة في حال عدم استطاعتكم ذلك.

مشاركة