الرئيسية آراء وأقلام ماذا سيقول أبواق نظام العسكر بعد فشل القمة العسكرية بالجزائر؟

ماذا سيقول أبواق نظام العسكر بعد فشل القمة العسكرية بالجزائر؟

PhotoCollage 1666884887326.jpg
كتبه كتب في 27 أكتوبر، 2022 - 5:38 مساءً

بقلم :عبد السلام اسريفي

يظهر أن القمة العربية،المزمع عقدها بالجزائر،خلقت مريضة من الأول، فستة دول أعلنت صراحة عدم حضورها بتمثيلية عالية المستوى،اعتذار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان،  عن حضور القمة العربية امتثالا لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر، ديوان مملكة البحرين أكد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، لن يحضر القمة فى الجزائر- لاسباب لم يشرحها،ديوان السلطان  العماني أكد  بدوره أيضا، أن السلطان  هيثم بن طارق، لن يشارك بنفسه فى القمة العربية بالجزائر،الرئيس اللبناني ميشال عون،  سيغيب عن القمةالعربية فى الجزاىر لاعتبارات تخص انتهاء عهدته الرئاسية في 31 أكتوبر الجاري.

كما أن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح لن يشارك في القمة، وسينوب عنه ولي العهد مشعل الأحمد الصباح، كما سينوب نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم عن رئيس البلاد محمد بن زايد آل نهيان.

فيما يخص المملكة المغربية،المغربية، عادت مجلة جون أفريك لتؤكد من جديد، في خبر آخر، حضور الملك محمد السادس للقمة العربية المنتظر عقدها في الجزائر شهر نونبر المقبل،لكن،هذا لا بعني ،أن ملك المغرب سيحضر رسميا للقمة،ما دام لم يصدر القصر أي بلاغ رسمي في الموضوع،نفس الشيء بالنسبة للجمهورية المصرية ،التي لا زالت لم تؤكد حضورها للقمة،ولا حتى على أي مستوى ستحضر، أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح ،أ٦لن عن عدم حضوره ، وسينوب عنه ولي العهد مشعل الأحمد الصباح، ودول أخرى ستقلص من تمثيلتها في هذه القمة،التي ولدت عرجاء،بسبب موقف الجزائر من كثير من القضايا الاقليمية، وتورطها في ملفات انفصالية،الغاية منها تقسيم الدول،وهي التي رفعت كشعار لهذه الدورة،بدورة لم الشمل.

الأكيد،بعد كل هذه الغيابات الوازنة،ستعرف القمة إن عقدت طبعا، تعثرا كبيرا وخطيرا،سينعكس سلبا على نتائجها وقراراتها، خاصة وأنها تنعقد في ظروف عربية ودولية استثنائية، وسط غياب 6 من الزعماء العرب، على رأسهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سيُبقي الوضع العربي على حاله، ويجعل من القمة المرتقبة قمة باهتة.

أبواق قصر المرادية، مصطفى بونيف،الذي يخصص أكثر من نصف يومه للتطبيل للقمة العربية ولنجاحاتها والنتائج التي ستحققها،والشخصيات الوازنة التي ستحضرها، وبنسديرة،المنجم،الذي يعلم ما لا تعلمه المخابرات الأمريكية،ويقول،أن عدم حضور بنسلمان للجزائر هو خوفه من الاغتيال،وحفيظ الدراجي،المعلق،الذي تركته ميسون السورية معلقا بين السماء والأرض،راح يصنع للمرادية المبررات،وقال ،أن القمة العربية تستمد قيمتها من انعقادها في الجزائر أولاً ، ثم انعقادها في يوم أغر الفاتح من نوفمبر الذي يصادف ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية المباركة.

فكيف يعقل ياسادة،الحديث عن نجاح القمة العربية في الجزائر،في غياب أعمدة العرب ومفاتحها ومصدر قوتها؟فكيف الحديث عن “حضور قياسي”في غياب ست قيادات عربية وازنة، والرقم مرشح للإرتفاع؟ماذا ستناقش القمة العربية في غياب أصحاب القرار؟ما التوصيات التي ستخرجها القمة في وجود نزاعات اقليمية مفتعلة،على غرار البوليساريو، والصراع الليبي بين الفرقاء،والصراع على السلطة بالعراق….؟ماذا ستقول الجزائر لمن حضر للقمة حول صراعها ودعمها للبوليساريو؟هل ستنكر كعاداتها،أم ستقول أنها تدعم الشعوب في تقرير مصيرها،هل اها الجرأة في تقرير مصير 12مليون قبائلي ،الذين يريدون الانفصال عن الجزائر،ماذا ستقول الجزائر للحضور عن استضافتها لضباط ايرانيين على أراضيها بتندوف لتدريب البوليساريو؟هل ستتمسك بعدم علمها بالموضوع؟،ماذا ستقول الجزائر عن حشر أنفها في ملف النيل بين أثيوبيا ومصر؟وماذا ستقول الجزائر لممثلي الدول العربية(وليس القادة) عن تطعيم الصراع بمالي،ودعم الوجود الفرنسي والروسي والايراني بالمنطقة؟….؟

أسئلة كثيرة على الجزائر الاجابة عنها قبل الحديث عن نجاح القمة العربية،وعلى أبواقها قول الحقيقة أو الصمت للأبد،خاصة،وأن العالم اليوم بات يعلم،أن الجزائر،تسعى الى تقسيم المغرب وإضعافه ،ليتسنى لها الوصول الى المحيط الأطلسي،ولعب دور الزعيم في شمال إفريقيا، وإضعاف مصر،بدعم اثيوبيا ،وتغذية الصراع في ليبيا لاستمرار النزاع واللااستقرار ،ليتسنى لها بدعم من ايران وروسيا رسم ملامح جديدة للعالم العربي،وتسيد شمال القارة.

لكن، وعلى خلاف حلم المرادية، قادة العرب،واعون بسياسة الجزائر بالمنطقة، لذلك، قاطعوا الدورة أو بالأحرى قزموا حضورهم، حتى يعلم العسكر،أن ليس كل الأحلام تتحقق بالتمني،وأن هناك دول ،ذات سيادة،قوية في المنطقة، لن تسمح بدخول ايران ،لن تسمح بتشييع شمال افريقيا والخليج،لن تعطي الفرصة لأي كان تقسيم دول ،التاريخ والجغرافيا يشهدان بوحدتها وانسجامها وقوتها،لن تقبل باستمرار الصراع في ليبيا،وهي تعمل على توحيد الكلمة والصف لتحقيق الاستقرار،ولن تقبل أيضا بالدب الروسي وضع قدمه الأولى في التراب العربي والخليجي،حتى على التراب الجزائري نفسه.

هذا،ما يجب على أبواق الجزائر فهمه،قبل الخوض في تقديم تبريرات واهية،غير مقبولة،وغير مسموعة عن نجاح القمة،وهي التي ولدت عرجاء،فكل خطاباتهم وتدويناتهم،يستهلكها المواطن العربي من باب السخرية،فكم من أخبار نزيفة تم تداولها من قبلهم،وفي الأخير تبين عدم صحتها،وكم من ادعاء ظالم سقط في بحر اليقين،ليضحك النشطاء بسخرية على كل ما يتم تداوله على منصات هذه الأبواق،وصدق من قال”أبواق العسكر الجزائري،ساعدونا في الخروج من الاكتئاب من كثرة الضحك والسخرية”.

مشاركة