انتقدت أمينة ماء العينين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، التصريحات الأخيرة لوزير التربية الوطنية حول مشروع “مدارس الريادة”، معتبرة أنها تعكس، على حد وصفها، “فهما قاصرا لواقع المنظومة التعليمية” وابتعادا عن مقاربات الإصلاح المطلوبة.
وقالت ماء العينين، في تدوينة نشرتها على حسابها الشخصي على موقع فيسبوك، إنها شعرت بـ”حسرة كبيرة” مماثلة لمشاعر العديد من المهتمين بقطاع التعليم، مؤكدة أن ما جاء على لسان الوزير يثير “قلقا مشروعا” بالنظر إلى حساسية هذا القطاع وطبيعة تدبيره.
وأوضحت أن الوزير قدم تصورا لمشروع “مدارس الريادة” بمنطق أقرب إلى “الوصفات الإشهارية”، معتبرة أن حديثه عن انتقال الآباء للبحث عن مدرسة جيدة يحيل على نموذج المدارس الخاصة، في تجاهل لخصوصية المدرسة العمومية ودورها المركزي. وأضافت أن تصريحات الوزير تضمنت، وفق تعبيرها، طعنا في قيمة المدرسة العادية من خلال الإشارة إلى أن بعض العاملين بها من “أضعف الأساتذة”.
واعتبرت ماء العينين أن مثل هذا الخطاب يسيء لهيئة التدريس، خصوصا وأن الوزارة تستعد لتعيين دفعات جديدة من الأساتذة خريجي مراكز التكوين، مشيرة إلى أن ما ورد في التصريح يتعارض مع الجهود المفترضة لتعزيز مكانة المدرسة العمومية وثقة الأسر فيها.
كما انتقدت دعوة الوزير للأسر إلى الاضطلاع بدور أكبر في تعليم أبنائها، معتبرة أن هذا الطرح يحمل رسالة غير منسجمة مع مسؤوليات الدولة في القطاع. وأضافت أن مضمون التصريح صادم من حيث الشكل والمحتوى، ولا يراعي متطلبات التواصل المسؤول المرتبط بمرفق عمومي حيوي.
وختمت ماء العينين تدوينتها بالتأكيد على أن الإشكال لا يقتصر على شخصية الوزير، بل يرتبط، من وجهة نظرها، بخلل أعمق داخل النسق السياسي، معتبرة أن الصمت كان سيكون أفضل من مثل هذه التصريحات، على حد تعبيرها، معبرة عن أسفها للوضع الذي وصفته بـ”المؤسف” في تدبير قطاع التعليم.

