الرئيسية أحداث المجتمع ليلة ليست كباقي الليالي بحي الوفاء بالمحمدية

ليلة ليست كباقي الليالي بحي الوفاء بالمحمدية

20180805 182115.jpg
كتبه كتب في 5 أغسطس، 2018 - 6:24 مساءً

 

 

صوت العدالة –  م البشيري/ع.السباعي

ننتظر وننتظر، ونعيش ونحن نلاحق عقارب الساعة، وندور في اتجاهها الواحد، فيمضي بنا الزمن ويجرفنا معه، لنكتشف أن الساعة تشير الى منتصف الليل..خوف و هلع و ترقب مرفوق باحتباس الانفاس أمام واقع مجهول، حادثتين منفصلتين بحي الوفاء بالمحمدية. هدوء الليل وسكونه لم يجعل الليلة قطعا عادية كالمعتاد، فالصمت وحلكة الليل حملت معها من التراجيديا ما جعل ساكنة حي الوفاء يعيشون على وقع الانتظار، حتى ظن البعض أن الانتظار لا تنتهي إلا بنهايتهم.

IMG 20180805 WA0043
الواقعة بدأت عندما لاحظ سكان الحي انبعاث رائحة تحيل سلفا الى وجود حريق بالقرب. حريق قد يؤدي الى كارثة في احسن الظروف ما لم يتم التدخل سريعا، لكن المصدر كان مجهولا وهذا بيت القصيد .. في الاثناء لا اشارة لوجود السنة اللهب في الافق..
شكوك الساكنة بدأت تتعزز اكثر مع مرور الزمن.. ليكتشف من هم بالجوار ان الامر يتعلق بحريق منبعث من شقة قيد الكراء بإقامة أميرة رقم 131 الطابق الاول، والتي كانت الى حدود تلك الساعة يقطنها زوجين من جنسية تركية. على هذا الاساس، سارعت ساكنة الحي الى اشعار وحدة الوقاية المدنية التي لم تدخر جهدا في الوصول الى عين المكان بوجه السرعة .. وعملت على تأمين مكان الحادث استعدادا للتدخل الحاسم ، لكن تأخر رجال الشرطة التي لم تكن تفصلها عن مكان الحادث الا امتار معدودة حال دون اقتحام المكان على الفور.
انتظار رجال الشرطة لم يثني عقارب الساعة من الدوران، لتغوص بساكنة الحي في الحيرة والذهول .. بعد وصول الشرطة مباشرة وبثواني معدودة فقط، بادر رجال الوقاية المدنية بالشجاعة المعهودة الى اقتحام الشقة ليكتشفوا أن الرائحة المنبعثة مع الذخان كانت نتيجة احتراق طنجرة ضغط تركت على الموقد لساعات طوال ، ولو لم تكتشف سريعا لحدتث كارثة بكل المقاييس. لينتهي الكابوس المرعب لساكنة الحي ولو مؤقتا.
تدور بنا عقارب الساعة بلا رحمة مجددا .. هذه المرة إلى أعماق الرعب من جديد، بنفس الحي ..الواقعة الثانية بإقامة “حكيم ” على مقربة من مصحة الضمان الاجتماعي.. وعلى وجه التحديد، وقع الحادث بالشقة رقم 3 الطابق الاول حي الوفاء .هذه المرة كانت أطوار الحادث مختلفة تماما، فالمسألة كانت تتعلق بسيدة حبيسة الشقة لاسباب مجهولة الى حد الساعة ، دفعتها الى الاتصال بأخ لها مرات عدة طلبا للاغاثةو للنجدة .. هذا التواصل بينهما لم يدم طويلا، حيث اكتشف الاخ بعد محاولات متكررة أن التواصل معها هاتفيا صار من المحال.. لتدور عقارب الساعة مجددا لكن هذه المرة ببطئ شديد.
.. في غضون لحظات فقط، التحقت الوقاية المدنية بعين المكان لتقول كلمتها الفصل في الحادث، وتخرج السيدة من شقتها في حالة غيبوبة، خروج لم يجد معه طاقم الوقاية المدنية بدا من نقلها على وجه السرعة الى احدى المصحات المجاورة ربحا للوقت لان عامل الزمن حاسم في انقاذ الارواح. وهكذا تنتهي ليلة من الرعب… ولا ينتهي معها الانتظار ولا دوران عقارب الساعة..لانها ستدور من جديد .

مشاركة