الرئيسية آراء وأقلام لماذا يُلقب أبناء الطبقة الميسورة بـ”أولاد لفشوش”؟

لماذا يُلقب أبناء الطبقة الميسورة بـ”أولاد لفشوش”؟

678cde7fef846
كتبه كتب في 27 مارس، 2025 - 4:27 مساءً

صوت العدالة- عبد الكبير الحراب

في المجتمعات العربية، وخصوصًا في المغرب، يُستخدم مصطلح “أولاد لفشوش” لوصف أبناء العائلات الميسورة الذين نشأوا في رفاهية مفرطة، جعلتهم غير مدركين لمعاناة باقي فئات المجتمع. يحمل هذا اللقب دلالة ساخرة وانتقادية، حيث يشير إلى أن هؤلاء الشباب يتمتعون بحياة مريحة دون الحاجة إلى بذل مجهود يُذكر، مما يجعلهم منفصلين عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي للطبقات الأخرى.

كلمة “لفشوش” في الدارجة المغربية تعني “الدلال الزائد”، وهو سلوك ناتج عن تربية تقوم على تلبية جميع رغبات الطفل دون قيود، مما يؤدي إلى غياب حس المسؤولية لديه. وبالتالي، فإن “أولاد لفشوش” هم الذين كبروا في بيئة وفرت لهم كل شيء دون الحاجة إلى الكد أو مواجهة صعوبات الحياة.

مظاهر ولاد لفشوش في المجتمع

  1. الاعتماد على نفوذ العائلة

يحصلون على وظائف مرموقة أو فرص استثمارية بسهولة بفضل علاقات أسرهم، دون المرور بمسار الكفاح الذي يسلكه باقي المواطنين.

  1. الرفاهية والاستهلاك المفرط

يعيشون حياة مترفة، يسافرون باستمرار، يقتنون سيارات فاخرة، ويرتدون ملابس باهظة الثمن، دون الحاجة إلى التفكير في كسب المال أو تدبير أمورهم المالية.

  1. غياب المسؤولية والاستعلاء

يتعامل بعضهم مع المجتمع بتعالٍ، ويعتبرون أنفسهم فوق القوانين، مما يؤدي أحيانًا إلى تصرفات غير مسؤولة، مثل السياقة المتهورة أو استغلال النفوذ لتفادي العقوبات.

  1. التعليم في المدارس الخاصة والنخبوية

يدرسون في مؤسسات تعليمية دولية أو خارج البلاد، مما يجعلهم منفصلين ثقافيًا واجتماعيًا عن باقي أبناء الشعب.

يشعر الكثير من المواطنين بالاستياء من هذه الفئة، حيث يرون أن امتيازاتهم غير مستحقة، وتساهم في زيادة الفجوة بين الطبقات الاجتماعية. كما أن البعض يربط ظاهرة “أولاد لفشوش” بانعدام روح المسؤولية لدى الشباب، مما قد يؤدي إلى مشكلات اجتماعية مثل التبذير، الفساد، وحتى ارتكاب المخالفات دون عقاب.

“أولاد لفشوش” ليس مجرد مصطلح دارج، بل هو انعكاس لمشكلة مجتمعية حقيقية تتعلق بتفاوت الفرص وانعدام العدالة الاجتماعية. وبينما يرى البعض أن هذه الفئة مجرد محظوظين، يؤمن آخرون بأن التربية القائمة على الوعي والمسؤولية يمكن أن تحول هؤلاء الشباب إلى عناصر إيجابية تساهم في بناء المجتمع بدلًا من الانعزال عنه.

مشاركة