بقلم..محمد الموستني
قد نطرح السؤال التالي لماذا لا نقرا ؟ اليس لدينا الوقت لنقرا؟ ام لا نريد ان نقرا؟
هذا السؤال قد يجعلنا نتساءل ونتامل في حقيقه الامر باعتبار القراءه هي مفتاح الفهم للحياه وافضل ما يستطيع الانسان ان يفعل وتحاصرنا فكره العيب الذي يحول دون خضوعنا لفكره العيب في الكتاب ام العيب في المتلقي الذي غالبا ما يريد الاختصار ثم الاختصار ونحن في زمن الاختصار في كل شيء الافكار المختصره والوجبات السريعه انه زمن الشدرات والتغريدات.
في حقيقه الامر نعلم ان الادب قد عرف الشدرات عند ابو حيان التوحيدي وغيره من الادباء وهي جمل خاضعه دقيقه المعنى موجهه لعامه الناس، اذا ليس عالمنا الحديث هو الذي فرض عصرا لمختصرات وهي موجوده حتى في الاداب العالميه.
ان ظاهره ثقافه التوصيل (delivery) هي بمثابه ظاهره جديده بمعنى قل ماذا تريد ان تقول باختصار شديد, ففي الروايه التي نالت جائزه نوبل لسنه 2022 كانت روايتها اقل من 100صفحه وهي للفرنسيه اني ارنو .وقد قال الفيلسوف البريطاني برتراند رسل (الكتاب الكبير شر كبير) ان ما نشاهده اليوم هو اخلال كبير في موازين المعرفه يحتاج الى اعاده التوازن لان قراءه الكتب لا يمكن ان يستغني عنها لان الذي لا يقرا يسهل استعباده وكسره بدل المختصرات التي تزود الى الثقافه الشبعيه فقط. ويقول الكاتب المشهور خورخي لويس بورخيس( ان فخر الناس بما يكتبون فخرت بما قرات.),
ان ثقافتنا هي ثقافه اقرا ولولا القراءه لما تفاعلت الحضارات والتقدم الانساني الذي نعيشه اليوم هو نتاج لها.
وحتى وقت قريب كانت هناك برامج تشجيع الناس على القراءه وذلك بعرض كتب تشجيعا للقراءه و شراء الناس للكتب وكان يشار لهذه العمليه بانها القراءه بالعدوى وحتى اصبحنا اليوم نرى وندرك ان نصف ما يطبع من الكتب لا يشترى ونصف ما يشترى لا يقرا ونصف ما يقرا لا يفهم و اصبحت جل المطبعات والمكتبات مغلقه بقله الاقبال على شراء الكتب وعدم الاكتراث بالقراءة.
لقد نلاحظ ان الجيل الجديد اصبح لا يقرا الى الملخصات انه جيل الانترنت والذي زاد عزوفه عن القراءه نتيجه التعليم الخاطئ والرديء في العقود الاخيره فاصبحت لنا شعوب توصف بمجتمعات أمية بشهادات . وللاسف الشديد ان المستقبل سوف تقوده الشعوب القارئه.
ان قراءه الكتب تقدم للقارئ خبرة لم يفهمها وربما لن يمر منها وزمانا لم يشهده ويريده حكمه ربما لم يحصل عليها من مكان اخر والكتاب وان لم يفيد القارئ فلن يضره.
انه للاسف الشديد حين تسال احد اصدقائك او نفسك في اخر كتاب قراته فربما لن تتذكره وقد تكذب دفعا للحرج.
وقد نجد السلطات تهتم بالملخصات اكثر من الكتب ولو احصينا نسبه تجريم الكتاب في الاونه الاخيره لوجدناهم مغردون والقليل كتاب اعمده ومؤلفو كتب فمن هو في السجن او مطارد ليس اكثر من مغرد في الغالب ضحل الثقافه. اذا لا يعبا في الغالب بمقال رصين او كتاب معزز بالحقائق.
لقد اصبح في ثقافتنا تنشر كتب على الكاسيت غالبا ما تكون من انتاج سياسيين قد يستغلها المتسرع في القراءه في نظرهم كلها حقائق لا جدال فيها رغم ان غث في غالبيتها
وهناك كتب اخرى على الكاسيط وهي كتب سلوكيه تتناول كيفية كسب المال بسرعه وما شابهها من مشاريع تطارد في مجالها العناوين الجاده .
في جو كهذا نطرح السؤال لماذا لا نقرا ؟ فيجيبك البعض بسرعة ولماذا نقرا؟
لكن نجد البعض ما ان يفتحوا افواهم حتى يتدفق الجهل من بين شفاههم و في مجالسهم الخاصه يهزؤون بمن يقرا واغلبهم سياسيون لكن ينسون ان السياسي القارئ يعرف ان الحروب دمارا وعدم الاصغاء الى الشعوب تهلكه عكس القارئ الجاد الذي يدرك ان المعرفه عميقه وانها نسبيه وليست مطلقه فيتحوط في الاستدراك ويبتعد عن التعميم وهنا تنعم البشريه بالقائد القارئ المثقف وتدمر بالقائد الجاهل الفاقد لاحترام ثقافة الكتاب .
اخر ما اقول:
لنقرا فالمستقبل سوف تقوده الشعوب القارئه.