الرئيسية أحداث المجتمع كورنيش السعيدية يختنق بدخان الشيشة.. والسلطات في سبات

كورنيش السعيدية يختنق بدخان الشيشة.. والسلطات في سبات

IMG 20250727 WA0019
كتبه كتب في 27 يوليو، 2025 - 8:35 صباحًا

أنس خالد | صوت العدالة

كورنيش السعيدية، تلك الواجهة السياحية التي كان من المفترض أن تكون واجهة حضارية وسياحية مشرفة للمدينة، تحوّل تدريجياً إلى مساحةٍ رمادية تتداخل فيها مظاهر السياحة العائلية مع مشاهد “التسيب المقنن” والخروقات الصارخة للقانون.

فمع توالي ليالي الصيف، انتشرت على طول الكورنيش مقاهٍ تقدم “الشيشة” في الهواء الطلق، تحت أنظار الجميع، دون ترخيص قانوني، ودون مراعاة للمظهر العام أو للفضاء العائلي الذي يُفترض أن يحترم كل الفئات، خصوصاً الأطفال والنساء.

ما يثير الجدل أكثر هو صمت السلطات المحلية إزاء هذه الظاهرة، وكأن الأمر عاديٌّ أو مُرخصٌ له ضمنيًا. بل هناك من يتحدث عن “تواطؤ” غير معلن بين بعض أصحاب المقاهي وبعض الجهات التي تغض الطرف مقابل “إتاوات” موسمية!

فأين هي دوريات المراقبة؟ أين هي الشرطة الإدارية؟
هل الشيشة على كورنيش السعيدية فوق القانون؟
وهل تتحوّل السعيدية إلى نسخة مصغّرة من أماكن معروفة بالتسيب والخرق الأخلاقي في غياب الردع؟

إننا أمام مشهد يبعث على القلق، ليس فقط بسبب “الشيشة” نفسها، بل بسبب ما تمثّله من خرق واضح للقوانين المنظمة للمجال العام، ومن تقزيم لصورة المدينة أمام زوارها، وخاصة الجالية المغربية التي تفد إلى السعيدية كل صيف بحثًا عن لحظات راحة وسكينة، لا عن أجواء ملوّثة بالدخان والإزعاج.

الجميع يعلم أن تقديم الشيشة دون ترخيص هو مخالفة صريحة، يعاقب عليها القانون المغربي. فكيف تُمنح هذه “الامتيازات” على مرأى ومسمع الجميع؟ وهل من المعقول أن يُحرم شباب من فتح عربات بسيطة لبيع المأكولات، بينما تُغضّ الأبصار عن مقاهٍ تقدم الشيشة دون وجه حق؟

رسالتنا واضحة:
نحن لسنا ضد الاستثمار، ولسنا ضد الترفيه، ولكننا ضد خرق القانون، وضد تشويه وجه المدينة، وضد تحويل فضاء عام إلى مرتع للفوضى.

إن احترام القانون هو أساس كل تنمية، ومن لا يستطيع احترام القانون لا يستحق أن يكون جزءًا من مشروع المدينة السياحي.

مشاركة