الرئيسية آراء وأقلام كم أعطى “تبون” لماكرون مقابل استثناء الحاخام الأكبر من مرافقته للجزائر؟

كم أعطى “تبون” لماكرون مقابل استثناء الحاخام الأكبر من مرافقته للجزائر؟

jnj.jpeg
كتبه كتب في 25 أغسطس، 2022 - 8:58 مساءً

بقلم:عبد السلام اسريفي /رئيس التحرير

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الجزائر اليوم الخميس 25 غشت في زيارة تستغرق ثلاثة أيام في مسعى لتعزيز الشراكة بين البلدين،تقول وكالات إخبارية جزائرية.

وكان من المفروض، أن يتواجد الحاخام الأكبر ليهود فرنسا، حاييم كورسيا، للمرة الأولى، ضمن الوفد الرسمي، لكن، وحسب مصادر فرنسية، اصابة الحاخام بكورونا حالت دون مرافقته لماكرون.

الرواية الفرنسية لم تصدقها حتى وسائل الاعلام المحلية،التي أكدت أن هناك أمر ما غير مفهوم ،فلا يعقل، أن يتم استثناء الحاخام من السفر في آخر اللحظات، بدعوى كورونا ،دون باقي الوفد ،الذي خضع هو الآخر لعملية الفحص الاولي، ما جعلها تعتقد، أن ماكرون تعمد عدم إحضار الحاخام لفرنسا بدعوى من الرئيس الجزائري، الذي وجد نفسه محرجا أمام الشعب الجزائري، وهو يستقبل يهودي ويصافحه على أرض يقول نظامها أنه مع فلسطين ومع القضية الفلسطينية للأبد، وضد التطبيع.

وسائل إعلام جزائرية، بررت الخبر، كون السلطات امتنعت عن تسليم الحاخام تأشيرة دخول الأراضي الجزائرية، وهذا مردود عليه، كون الوفود الوزارية والمرافقة للرئيس لا تخضع لمسطرة التأشيرات،وإلا ،كان من المفروض على ماكرون الذهاب لقنصلية الجزائر لباربس ليتسلم تأشيرة دخول الجزائر.

رواية الجزائر و فرنسا بعيدتا كل البعد عن الحقيقة، فالنظام الجزائري، طلب من الرئيس الفرنسي، استثناء الحاخام من الوفد المرافق له، تجنبا للاحراج والانتقادات التي كانت ستنزل على تبون كنزلة برد مميتة،رغم أن النظام الجزائري مطبع مع اسرائيل منذ زمن طويل،وليس له مشكل مع هذه الدولة،والدليل سكوته عن تطبيع تركيا مع اسرائيل.

السؤال الذي يفرض نفسه، ما هو الثمن الذي قدمت الجزائر لفرنسا مقابل استثناء الحاخام من مرافقة ماكرون للجزائر؟

مصادر من داخل الجزائر، قالت،أن الثمن سيكون باهضا، وأن ماكرون كان يعلم،أن نظام الجنرالات لن يقبل بتواجد الحاخام بالجزائر في الظرفية الحالية، ورغم ذلك، ضمنه للوفد، للحصول على المزيد من تنازلات العسكر، حتى قبل السفر للجزائر، ولن يستطيع عبد المجيد تبون فرض شروطه أو حتى مناقشتها،بل سيقبل كل شيء، مقابل رضى ماما فرنسا، وبقائها في المنطقة الرمادية بخصوص ملف الصحراء المغربية.

سيوقع ماكرون اتفاقيات مهمة، تهم استفادة فرنسا من حصة اسبانيا من الغاز بأثمنة تفضيلية، واتفاقيات أخرى شكلية، تمكن حكومة ماكرون من التربع على عرش خيرات الجزائر لستين سنة أخرى، في الوقت الذي ينتظر الشعب الجزائري مخارج للفقر والهشاشة.

مشاركة