- كورونا لا تغزو ، لا تقترب .. فالله لنا يحب ****
- نحاول الإنتصار في معركة لا نعرف حدودها و لا أبطالها و لا ألغامها و لا نفقه السبب
- كورونا الغضب ، لا تساومنا بالابتعاد و الجفاء و عدم القرب
- لا تعاقبنا بالسجن و الخوف و الموت والرعب
- لا تضع آمالنا في خانة الغموض و لا أحلامنا في دائرة السلب
- رحماك يا عالم السر و الغيب ، يا كاشف السوء و العيب
- نعترف لك بالهجران و النسيان و الهروب
- و نعترف لك بالطغيان و حملنا الكثير من الذنوب
- فنسينا المريض و المهزوم و المقتول و المغلوب
- و عشقنا اللهو و المجون و من يملك القوة و أحببنا اللعوب
- أغفلنا لغز الحياة و الصحة و تناسينا سحر التطبيب
- و تثاقلت الأقدام عن زيارة الأقارب و القريب
- فعلمنا الأسى معنى الوفاء و الإخلاص و الأدب
- و عرفنا قيمة الأشياء من حولنا و جوهر الوصال و القرب
- فاجعل يارب هذا العقاب لا يحمل سوى العتب
- لطيفا على أوصالنا و خفيفا على الوجدان و القلب
- لا ننكر المنكر و الخطيئة وان لعقابهما أسلوب صعب
- فارفع عنا الأذى فقد فشل العلماء و احتار الطب
- فلا وسيلة و لا خلاص سوى من اللجوء الى الله بالدعاء الأنسب
- يا رب أطلق قدرتك تغوص في الأرض و الجو و السرب
- و امددنا بشأبيب رحمتك بدونها لا طريق لنا و لا درب
- أدركنا يا رب ان وعيدك لم يكن مجرد قول او مجرد خطب
- لمسنا يا رب انتقامك الذي ذكر في بدايات القرآن و آخره و في الصلب
- فحركه أفة المرض الذي يدور بيننا و حولنا و من كل جنب
- جسده الوباء الذي لا يرى بالعين و لا يحس به اللب
- تمثل في كورونا الذي أودى بالصغير و الكبير و السيء و الطيب
- اخافنا و اقعدنا تائهين لا نعلم أين نمضي و أين نذهب
- و أصاب العالم بأكمله تباعا لكل ذنب
- الكل سواسية أمام عدلك و هذا خير مثال لكل بهتان و كل كذب
- لنعي قدرتك العظيمة بعد امهال لنا و بعد تحد وصل إليه شرق الدنيا و الغرب
- لنعي اننا لسنا سوى قشة تغرق في بحرك العذب
- و بأننا مهما بلغنا الآفاق و حقفنا علما سباقا فلسنا سوى صغارا نلعب
- لا نفوذ تنفغ و لا جاه و لا مال و لا سلطة و لا ذهب
- يا كورونا يا جندي الحبيب ، يا فارس الرقيب ، يا يد الحسيب
- افتحي الأبواب فقد اشتقنا للأصحاب و الأحبا
- لا تقترب ، ان كنت داء أو غفلة أو كنت خدعة أو حرفة نصب
- لا تقترب ، فالنفوس حيارى لا تقوى على فقد الأخ و الأخت و لا تطيق ضياع الأم و الأب
- النفوس منهكة لا تقدر على حمل سيف الفراق و لا تهوى الحرب
- لا تقترب ، فنحن هنا لا نملك سوى الود و السلام و لا نملك سوى الحب
- ابتعد ، فالقلوب هنا تعشق الحياة التي فرضها الرب
- اشتقنا لأيامنا الجميلة و جلساتنا الأصيلة و اتركي ما فات وهما و سراب
- ما نعيشه غريب علينا و ندرك جيدا ان دوام الحال من لمس السحاب
- كفى تقتيلا و كفى تعنيفا ، كفانا عذاب
- عودي بأمانينا و أحلامنا لأرض الواقع ، إلى أرض التراب
- و سنرجع معها الى جادة الحق الى جادة الصواب
- و سنلبس همم الصالحين، فقد تعلمنا الدرس و ذقنا العقاب
- يا رب نسألك الرحمة و نسألك لهذا السوء الغياب
- لا نقدر على موت احبائنا من دون طقوسنا و نعيش الاضطراب
- نسألك ان يفوز جانب الخير فينا و يكون هو الغلاب
- ندعوك يا رب بجنود صالحاتنا و بدموع الثواب
- بدموع أمهاتنا و آبائنا و ضعفائنا و المحرومين و السائلين و أهل الرقاب
- فنحن عبيدك و لا نشرك بك و نأتي فرائضك و ان كانت تغمرنا بعض الأسباب
- فتجاوز عن سيئاتنا و اجعل الصحة لنا تاجا و افضل ما نلبس من ثياب
- لا تجعل أبدا بيننا و بين الطيبات و رضاك حجاب
- اغمرنا نورا و عبادة حتى ينقشع عن السماء الضباب
- هذا عقابك في الحياة الدنيا فما بال العقاب يوم الحساب .
بقلم الأستاذة سناء راكيع