صوت العدالة: عصام شوقي
التكوين في كرة القدم النسوية : الواقع و الحلم
كرة القدم النسوية جزء من منظومة كرة القدم الوطنية و بالتالي فهي خاضعة لمجموعة قوانين و نظم . الممارسة تختلف من مستوى إلى آخر من الدوري الاحترافي الأول إلى الدوري الثاني إلى العصب الجهوية و الأكثر من ذلك من جهة لأخرى و حسب طبيعة العلاقات الاجتماعية التي يتأسس عليها الفعل برمته .
هناك محطات مرت منها لعبة الكرة النسوية كان المفروض دراستها و تحليلها و استنتاج الخلاصات التي تسمح بصياغة النموذج الوطني القادر نقل المنظومة من مستوى إلى آخر غير أن الانفراد في اتخاذ القرار و فرضه و عدم استيعاب الواقع و تهميش الفاعلين و الأطر ذات الاختصاص من الاستشارة لم يسمح باغناء برنامج الاحتراف في كرة القدم النسوية و هذا ايضا كان له تأثير على بنية التكوين .
مقاربة واقع كرة القدم النسوية بالطريقة المغلوطة و بناء النموذج الاحتراف استنادا لتجربتين فقط و تهميش التجارب الأخرى أدى إلى بناء تصور غير مطابق للواقع و غير مماثل له ، بل منفصل عنه و هذا له تأثيرات سلبية مباشرة يتلقي بظلالها على المستقبل خاصة أمام تطرف الرأي الواحد و رفض تنظيم ملتقى وطني لدراسة التجربة و تقويمها و استخلاص الدروس منها و إعادة ترميم الثغرات .
الاحتراف لم يغير من واقع اللعبة شيء إذ بقيت نفس الهيمنة و بقي نفس اللاعبات بالمنتخب الوطني ( الجيش الملكي و اللاعبات المحترفات بالخارج ) و بقيت نفس الفرق تلعب دور الأرنب و تكتفي بالصيف و الثالث و الرابع و بقيت نفس الهيمنة في منافسات كأس العرش و من الخوف و الرهبة من الجيش الملكي أصبحت الفرق تطالب بتغيير نظام المنافسات عوض المطالبة بالحوافز و الرفع من قيمتها المالية و عدد الفرق المستفيدة منها . يبقى المستفيد الوحيد من الاحتراف اللاعبات و الأطر التي تتلقى أجورها من الجامعة مباشرة و مع ذلك لم تشهد تطور على مستوى الأداء و على مستوى التنظيم و على مستوى التكوين و المنافسات المرتبطة بها . اما على مستوى العصب الجهوية فتلك حكاية أخرى . فرق تتحايل على القانون لأجل الاستفادة من دعم الجامعة و تعتمد فقط على التجميع و ليس التنشيط و التأطير و التكوين . مدراء تقنيون جهويون لا يواكبون الفرق و يساهمون في التوجيه إذ من المفروض فيهم زيارة الفرق و المدن و القرى التي ينتمون لها و البحث في الإمكانيات المالية و التنظيمية و البنيات الرياضية التحتية لها لتحديد طبيعة المنافسات التي سيتم اعتمادها لأجل إنجاح التكوين و منافسات الكبيرات .
ما جرى خلال الدورات الأخيرة للدوري الاحترافي الثاني بشطريه من تلاعب و تدخل اللاعبات في تغيير النتائج استنادا إلى علاقات شبهة و استنادا إلى تحريض مباشر من رؤساء و مسيرين تحكمهم رغبة إقصاء الآخر بطرق غير شريفة هو حدا ببعض الفرق النسوية إلى تقديم شكايات إلى لجنة الأخلاقيات في الموضوع
هناك صعوبات كبيرة في تطبيق دفتر التحملات على أرض الواقع . عصب جهوية تنظم بطولات على المقاس الخاص بها أخرى لم تنظمها أو تأخرت في تنظيمها ما جعلها تلجأ إلى طرق أخرى جعلت فرق تلعب مباراة واحدة و تفوز ببطولة العصبة لأقل من 15 و 17 عاما و الحال أن البرنامج من المفروض ان يجعل من المدارس هي القاعدة لأنها ستنتج لاعبات ليس فقط الكبيرات و لكن أيضا لاعبات لكرة القدم الصالة و ستعمل على تطوير الأداء و الممارسة على مستوى القاعدة .
